جريدة العاصمة
أثارت حالة المكتبة الوسائطية بحي المسيرة بمقاطعة زواغة بمدينة فاس جدلاً واسعاً، حيث باتت رمزاً لسلسلة المشاريع العمومية التي استنزفت ملايين الدراهم من الميزانية العامة للدولة، لتظل في نهاية المطاف مجرد بناية مغلقة، برغم انتهاء أشغال تشييدها وتجهيزها بالكامل منذ سنوات، و لا يزال هذا الصرح الثقافي موصداً في وجه العموم، في مشهد يكرّس إهدار المال العام وتجميد استثمارات حيوية كان من المفترض أن تعود بالنفع على الساكنة والطلبة.
ولم يغب ملف هذه المكتبة عن اهتمامات الفاعلين المحليين والمهتمين بالشأن الثقافي بالمنطقة، الذين تناولوا الموضوع مراراً وتكراراً، معبّرين عن استغرابهم الشديد للغموض الذي يلف عدم انطلاق عملها واستفادة المواطنين من خدماتها، و أشار مهتمون إلى أن استمرار هذا الإغلاق لسنوات طويلة بعد اكتمال المشروع يضع علامات استفهام كبرى حول آليات التخطيط والتنفيذ والمتابعة داخل الهيئات المسؤولة.
في ظل هذا الوضع، طالب مجموعة من المواطنين والطلاب المستهدفين من خدمات هذه المكتبة، مطالبين المصالح المختصة بالتدخل العاجل لفتح تحقيق شامل يكشف الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخير غير المبرر في الافتتاح، مناشدين الجهات الوصية باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء حالة الجمود التي تسيطر على هذا المرفق الثقافي والتعليمي الحيوي بحي المسيرة، وضمان وضعه رهن إشارة الساكنة في أقرب الآجال.

