جريدة العاصمة
تتحول حياة ما يقارب 500 شخصا بدوار عين فندل بجماعة مطماطة بإقليم تازة إلى جحيم يومي بسبب التدهور الكارثي لكيلومتر واحد من الطريق الممتدة وسط التجمع السكني وسط الدوار، وأصبحت هذه المسافة بؤرة للتلوث البيئي، حيث يتطاير الغبار الكثيف ليغطي بيوت الساكنة والنباتات والأشجار والحيوانات، مسبباً أضراراً بيئية بالغة، الأضرار لم تقتصر على البيئة، بل امتدت لتطال صحة الساكنة، حيث تسبب الغبار المتطاير في إصابة الأطفال وكبار السن بحساسية مفرطة ومشاكل صحية مزمنة دفعت الساكنة إلى مطالب تهيئة و إصلاح هذا الطريق.
ولا تقتصر أهمية هذا المقطع الطرقي على خدمة ساكنة الدوار فحسب، بل هو شريان حيوي يربط عين فندل بمراكز تاهلة ومطماطة والأسواق الأسبوعية المجاورة، يُعتبر ممراً إجبارياً لعربات النقل المدرسي وأطر الإدارة والتعليم وسيارات نقل البضائع التي تؤمن المواد الحيوية وخدمات الغاز، بمعدل يزيد عن ثلاث رحلات يومية لكل وسيلة نقل، إن تدهور الطريق أثّر سلباً على الجانب المعيشي، فأغلقت المنازل نوافذها وأبوابها طوال اليوم لتفادي الغبار، وأصبحت الساكنة لا تستطيع نشر الغسيل إلا ليلاً، ناهيك عن الأضرار الميكانيكية البالغة التي تلحق بالمركبات جراء الاهتزازات المستمرة والحفر المنتشرة على طول المسار.
أمام هذه الأوضاع البيئية والصحية وبنيوية الطريق، طالب مستشار بمجلس جماعة مطماطة عامل إقليم تازة، بـإيفاد لجنة مختلطة تضم مصالح البيئة والصحة والتجهيز للوقوف على حقيقة الوضع المتردي وحصر الأضرار، ويأتي هذا الطلب في ظل رفض المجلس الجماعي لـمطماطة إدراج عملية تعبيد الطريق ضمن برمجة الفائض المالي خلال دورة فبراير 2025، وهو ما اعتبتره الساكنة سبباً غير مقنع، مما زاد من تعقيد الأزمة وضرورة تدخل السلطات الإقليمية، ويهدف التحرك الحالي إلى تجاوز التعثر المحلي والتعجيل بإنهاء عزلة الدوار، إذ تؤكد الساكنة أن طريق عين فندل هو المقطع الوحيد غير المعبد حالياً ضمن تراب جماعة مطماطة، رغم النمو المطرد الذي يشهده عدد السكان، وشدد المتضررون على ضرورة التدخل السريع لـتعبيد هذا الكيلومتر، لضمان الربط السليم والمستدام لـ500 أسرة بمختلف المرافق الحيوية والإدارية والتعليمية والصحية، ووضع حد للأزمة البيئية والصحية التي تخنقهم يومياً.

