جريدة العاصمة
في سياق حاد من الانتقادات الموجهة للتمثيلية السياسية بإقليم تاونات، يجد البرلماني ورئيس جماعة عين معطوف، بوشتى بوصوف، نفسه في قلب العاصفة، ويرى مراقبون أن تزكيته من قبل حزب التجمع الوطني للأحرار كانت خطأً سياسيًا جسيمًا، مشيرين إلى أن أداءه يمثل نموذجًا للضعف السياسي والفشل التدبيري الذي يثير تساؤلات حول أهليته لشغل مقعد برلماني ورئيس جماعة، وتُبرز هذه الانتقادات ضعف النائب في الترافع داخل قبة البرلمان، حيث لم يتجاوز عدد أسئلته الكتابية طيلة 4 سنوات 23 سؤالًا حتى الآن، ووُصفت بأنها “بسيطة وتتعلق بمشاريع كانت في طريقها للإنجاز أصلاً، مما يضعه موضع مساءلة قوية من قبل ساكنة الإقليم فيما يخص قضايا حيوية مثل المرافق الحيوية، المستوصفات، الكهرباء، والماء.
لقد عوّلت ساكنة تاونات على النائب بوصوف بعد منحه ثقتها في صندوق الاقتراع، على أمل أن يكون ممثلاً فعالاً يُجابه التحديات الهيكلية التي يعاني منها الإقليم، فإقليم تاونات يشكو من بنية تحتية متهالكة ونقص كبير في الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، إلى جانب تفاقم مشكلات الفقر والبطالة والعزلة في القرى والماء و الكهرباء، لكن، ووفقاً للمراقبين، لم يُظهر النائب أي تحرك ميداني أو مبادرات تشريعية قوية تعكس وعيه بحجم هذه القضايا أو استعداده للنضال الجدي من أجل تحقيق مطالب الساكنة، ويُعتبر تأخره في هذا الصدد دليلاً على قلة خبرته، مع الإشارة إلى أن التركيز على أنشطة كـالقوافل الطبية لا يُعد من صميم مهام البرلماني ويُنظر إليه كوسيلة للتغطية على فشل في الأداء الجوهري.
هذا الأداء الباهت يطرح تساؤلاً كبيراً داخل الأوساط الشعبية بالإقليم حول استراتيجية حزب التجمع الوطني للأحرار في اختيار مرشحيه، ويتساءل مراقبون ما إذا كان الحزب سيستمر في منح تزكياته لشخصيات تُشبه أداء بوشتى بوصوف، محذرين من أن المغرب الجديد الذي يطمح إليه المواطنون لن يتقبل وجوهًا فاشلة كهذه، هذه التطورات تضع الحزب أمام تحدٍ حقيقي لإعادة تقييم معايير الترشح وضمان تقديم ممثلين قادرين على الاضطلاع بمهامهم التشريعية والرقابية والترافع بفعالية عن قضايا ناخبيهم.