جريدة العاصمة
يشهد السوق النموذجي للخضر الواقع في حي المسيرة التابع لمقاطعة زواغة بفاس، تحولًا مقلقًا من فضاء تجاري إلى مرتع ومكبّ عشوائي للنفايات والأزبال، هذه الظاهرة التي تتنافى بشكل صارخ مع معايير الصحة والنظافة العمومية، تثير موجة من التساؤلات والاستياء بين الساكنة والتجار على حدٍ سواء، خاصةً وأن هذا السوق يُفترض به أن يكون نموذجًا يُحتذى به في التنظيم والجودة داخل المدينة.
وتفجر الأوضاع البيئية المتردية في محيط السوق ملف تقاعس وتقصير الجهات المسؤولة على مستوى مقاطعة زواغة. ففي ظل المشهد الكارثي الذي يخنق جنبات السوق، تبدو المصالح المنتخبة والإدارية المعنية في سبات عميق، متجاهلةً واجبها في التدخل لتنظيف الفضاء ومحاسبة المتسببين في هذا التلوث، مما يؤكد استمرارغياب الحكامة المحلية في التعامل مع قضايا النظافة والتنظيم الحضري ذات الأثر المباشر على حياة المواطنين.
وفي غياب أي تحرك فعلي أو مبادرة جادة للحد من هذه الظاهرة بشكل كلي، يبقى السؤال الملحّ الذي يطرحه الرأي العام بالمقاطعة، متى سيستفيق المسؤولون من سباتهم العميق لإنقاذ السوق النموذجي وإعادته إلى وظيفته الأساسية كفضاء تجاري نظيف ومنظم؟ إن استمرار حالة الإهمال لا يهدد فقط صحة وسلامة المستهلكين والباعة، بل يلطخ أيضًا صورة المدينة ويشكك في جدية الالتزام بتوفير بيئة حضرية لائقة.
