جريدة العاصمة
في سياق يثير تساؤلات حول استمرارية الحكامة المحلية، تتقاطر على جماعة أزرو ملايين الدراهم كمنحة مالية مرموقة، بفضل تصدرها الوطني لبرنامج تحسين أداء الجماعات بين عامي 2018 و2021. غير أن هذا الإنجاز، الذي يُنظر إليه على أنه مكافأة للتميز، لم يكن من صنع الإدارة الحالية، بل هو نتاج لجهود المجلس السابق حسب مصادر عليمة.
و تشير المعطيات إلى أن المنحة الإجمالية، التي بلغت قيمتها 23.9 مليون درهم، قد تم توزيعها على مراحل، حيث تسلم المجلس السابق الدفعة الأولى منها في عام 2021 بقيمة 1.1 مليون درهم. بينما حظي المجلس الحالي بالدفعات الثلاث المتبقية، التي تجاوزت قيمتها 22.8 مليون درهم، وصُرفت على مراحل في الأعوام 2022 و2023 و2024. هذه الأموال، التي استُخدمت في مشاريع مختلفة مثل الإنارة العمومية وتبليط الطرق، هي في الواقع ثمرة عمل الإدارة السابقة.
المفارقة تكمن في أن المجلس الحالي، الذي يتباهى بهذه الإنجازات، لم يكتفِ بصرف ما ورثه من أموال، بل كشفت الأرقام الرسمية عن تراجع حاد في أداء الجماعة خلال ولايته. ففي عام 2023، انحدر ترتيب أزرو الوطني إلى المرتبة 48، بعد أن كانت في صدارة الترتيب، وهو ما يهدد بفقدان الجماعة لأي منح مستقبلية كانت لتشكل رافعة للتنمية المحلية.
وتستمر التساؤلات حول جدوى ولاية المجلس الحالي، الذي أمضى ثلاث سنوات دون أن يقدم إنجازات توازي ما حققه سلفه، فيما تعيش ساكنة أزرو حالة من الركود التنموي، وتتزايد الشكوك حول قدرة المجلس الحالي على تلبية تطلعات الساكنة، وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن الإدارة الحالية تعيش على إرث الماضي، في حين أن سجلها الخاص لا يزال خالياً من الإنجازات الملموسة.

