جريدة العاصمة
انطلقت مسيرة احتجاجية قبل لحظات من قلب جماعة بوعروس في إقليم تاونات، في خطوة غير مسبوقة تهدف من خلالها إلى إيصال صوتها إلى المسؤولين في جهة فاس-مكناس ،المسيرة، التي شارك فيها العشرات من أبناء الجماعة، تأتي في ظل تزايد حدة المعاناة اليومية جراء غياب أبسط شروط الحياة الكريمة، وفي مقدمتها أزمة ندرة المياه التي تحولت إلى كابوس يهدد حياة البشر والماشية على حد سواء، المحتجون، الذين يقطعون عشرات الكيلومترات سيراً على الأقدام، يطالبون بإنهاء ما يصفونه بـالتهميش الممنهج الذي طال منطقتهم لعقود، وحرمهم من مشاريع التنمية الأساسية.
ولم تقتصر مطالب الساكنة على ملف العطش، بل حملت في طياتها صرخات أخرى تتعلق بالبنية التحتية المتهالكة التي عزلت الجماعة عن محيطها، فالطرق غير المعبدة، لا سيما الطريق الإقليمية 5319 التي تربط بوعروس بحجرية، تحولت إلى عائق حقيقي أمام الحركة والتنمية، يضاف إلى ذلك، تردي الخدمات الصحية، حيث يفتقر المركز الصحي المحلي إلى طبيب دائم، مما يضع الحالات المستعجلة والنساء الحوامل في خطر كبير، ويجبرهن على قطع مسافات طويلة للوصول إلى المستشفى الإقليمي بتاونات الذي يحولهم بدوره لفاس في أغلب الأحيان.
وفي مجال التعليم، يثير الهدر المدرسي في جماعة بوعروس قلقًا بالغًا، خاصة بين الفتيات اللاتي يجبرن على قطع مسافات طويلة للوصول إلى المدارس في القرى المجاورة، وطالب المحتجون بإنشاء ثانوية تأهيلية داخل الجماعة، كحل جذري لهذه المعضلة التي تحرم أجيالًا من حقها في التعلم وتعميق عزلتها الاجتماعية. هذه المطالب تعكس حاجة ماسة لتدخل حكومي عاجل وشامل يضع حدًا لهذه الأوضاع المتدهورة.
وتوجه المحتجون برسالة واضحة دعوا فيها إلى التدخل الفوري وفتح أوراش تنموية حقيقية بجماعة بوعروس، مؤكدين أن لهم الحق في الاستفادة من مشاريع التي تضمن لهم حياة كريمة ومستقبلًا أفضل.

