جريدة العاصمة
تشهد مدينة مكناس حركية بعد تحرير أزقة وشوارع حي برج مولاي عمر من الباعة المتجولين، حيث برزت مخاوف جديدة بعد تحويل حديقة مخصصة للأطفال والعائلات في المنطقة إلى سوق عشوائي جديد. هذه الخطوة، التي تصفها الساكنة بأنها “إجهاز على حق بسيط للساكنة في متنفس عام”، أثارت استياءً كبيرًا و اعتبرت تراجعًا عن الجهود المبذولة لتنظيم الفضاءات العامة في الحي.
المطالب الشعبية لا تقتصر على رفض تحويل الحديقة إلى “سويقة” جديدة فحسب، بل تمتد إلى ضرورة توفير حلول للباعة المتجولين، حيث يرى العديد من الفاعلين المدنيين والساكنة أن الحل الأمثل يكمن في إنشاء سوق نموذجي يستوعب الأعداد المتبقية من الباعة بعد امتلاء الأسواق القائمة، هذه الرؤية تهدف إلى تحقيق التوازن بين تنظيم الفضاء العام وضمان سبل عيش كريمة للباعة، بدلًا من نقل الفوضى من مكان إلى آخر.
وأكد متتبعون للشأن المحلي أن سياسة التحرير يجب أن تكون مصحوبة بخطط بديلة وفعالة، حتى لا تتحول إلى مجرد نقل للمشكلة، إن تحويل حديقة برج مولاي عمر إلى سوق، بعد نجاح عملية تحرير الشوارع، قد يمثل خطوة غير محسوبة تلغي المكتسبات التي تحققت وتزيد من الاحتقان. لذا، يبقى الأمل معقودًا على استجابة المسؤولين لمطالب الساكنة والعمل على حل شامل يرضي جميع الأطراف، ويحافظ على الفضاءات الخضراء كمتنفس حيوي لساكنة الحي.

