جريدة العاصمة
يعتبر دوار القرية بجماعة إغزران، التابعة لإقليم صفرو، من المناطق التي عانت من التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على الموارد المائية، فقد كان دوار القرية يعتمد بشكل كبير على الآبار التقليدية التي كان الأهالي يحفرونها بأيديهم لتوفير المياه الصالحة للشرب، بينما كانت الأمطار الغزيرة تتكفل بسقي المزارع. كان هذا النظام البيئي المتكامل يوفر اكتفاء ذاتيًا من المياه، ويضمن استدامة الممارسات الزراعية البائدة.
لكن مع ظهور التقنيات الحديثة لحفر الآبار، وتحديدًا “الأثقاب المائية”، تغير المشهد بشكل جذري. ومع تزايد الاستعمال المفرط لهذه التقنيات، استنزفت الفرشة المائية بشكل كبير، مما أدى إلى جفاف معظم الآبار التقليدية التي كانت تشكل جزءًا أساسيًا من التراث المائي للقرية. هذا التحول لم يؤثر فقط على المصادر المائية، بل هدد أيضًا النمط المعيشي القائم على الزراعة البسيطة.
إن جفاف هذه الآبار التقليدية في قرية إغزران يمثل إنذارًا حقيقيًا بشأن الاستخدام غير الرشيد للموارد المائية، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات صحيحة لحماية الموارد المائية وتجنب سيناريو الجفاف القاسي، كما أن هذا الوضع يثير تساؤلات حول ضرورة إيجاد حلول مستدامة توازن بين التطور التكنولوجي و الحفاظ على البيئة الطبيعية.

