جريدة العاصمة
شهدت مدينة مكناس، وتحديدًا في شارع مولاي إسماعيل بمنطقة عقبة كابوبلا، فشلًا متكررًا في مشروع تشجير النخيل، حيث تحولت محاولات الغرس المتتالية إلى مجرد حفر فارغة، هذه المبادرة التي كان يُفترض أن تُضفي جمالية على المدينة وتوفر الظل الضروري للمواطنين، أصبحت رمزًا لإهدار المال العام، ما أثار سخط واستياء الساكنة الذين يرون في هذا الإخفاق إهدارًا لميزانية المدينة.
تكمن المفارقة في أن المصالح المختصة تصرّ على زراعة أشجار النخيل في هذا الموقع بالذات، رغم عدم نجاحها المتكرر، ما يثير تساؤلات حول جدوى هذه المبادرة وتخطيطها. فقد تم غرس الأشجار وتعويضها مرات عديدة، لتنتهي كل محاولة بترك 17 حفرة خاوية في مساحة صغيرة، دون أي أثر للنخيل. هذا المشهد يعكس غياب التخطيط المسبق والتكيّف مع الظروف البيئية المحلية، ويطرح علامات استفهام حول الجهات المسؤولة عن هذا المشروع.
ويعاني شارع مولاي إسماعيل، المعروف بصعوبته وارتفاع درجات الحرارة فيه، من غياب الظل، مما يزيد من معاناة المارة، خاصة في فصل الصيف الحار، هذا الفشل المتكرر في مشروع التشجير يثير استياء المواطنين الذين كانوا يأملون في توفير مساحات خضراء تلطّف الأجواء وتوفر لهم الراحة، إن هذا الوضع يتطلب تدخلًا سريعًا ومراجعة شاملة لسياسات التشجير في المدينة، واستشارة المختصين لاختيار الأنواع المناسبة من الأشجار التي تتماشى مع المناخ المحلي للمدينة، بدلًا من الاستمرار في إهدار المال العام دون تحقيق أي نتيجة ملموسة.

