جريدة العاصمة
تجد ساكنة دوار بودة، التابع لجماعة بوهودة في إقليم تاونات، أنفسها في مفارقة مريرة؛ فهم يعيشون بجوار خزان مائي ضخم يغذي مدنًا ومناطق شاسعة، لكنهم يعانون العطش في منازلهم، ويضم هذا الدوار أكثر من 200 منزل، ويشكل سكانه، الذين يعتمدون على الزراعة المعيشية والتجارة البسيطة، جزءًا من نسيج إقليم تاونات الغني بموارده المائية، حيث يحتضن الإقليم خمسة سدود كبرى، أبرزها سد بوهودة الذي يقع على مقربة من الدوار.
ويستفيد معظم سكان الإقليم، بالإضافة إلى ساكنة مدينة فاس، من مياه هذه السدود، إلا أن دوار بودة يحصل فقط على خزان صغير لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات أهله، هذا الوضع المأساوي يثير تساؤلات حقيقية حول غياب العدالة في توزيع الموارد، خاصة عندما تكون المياه شريان الحياة. فالساكنة تطالب بحقها الطبيعي في الوصول إلى هذه الثروة المائية، التي تقع في منطقتهم، بدلًا من الاكتفاء بفتات لا يسد رمقهم ولا يكفيهم لسقي أراضيهم.
وتُلقي هذه الأزمة بظلالها على أداء المنتخبين بالجماعة، وتحديدًا أولئك الذين يمثلون الدوار في المجلس الجماعي، فالوعود الانتخابية التي يطلقونها تتبخر في ظل معاناة الساكنة، حيث يظهرون فقط في فترات الحملات الانتخابية ويختفون تمامًا عندما تحتاجهم الساكنة للدفاع عن حقوقها وحفظ كرامتها.

