جريدة العاصمة
في سلوك أثار القلق وضرب عرض الحائط بالتشريعات البيئية، إتجه المجلس الجماعي بإيموزار مرموشة نحو إقامة مكب للنفايات وسط غابات البلوط المجاورة للمركز، هذا القرار، الذي يتجاهل الصلاحيات الممنوحة للجماعات المحلية بموجب القانون التنظيمي 113.14 لحماية البيئة (المواد 87 و92 و100)، يضع المنطقة أمام كارثة بيئية وشيكة. وتأتي هذه الخطوة في سياق يثير التساؤلات حول أولويات هذه المجالس، التي يبدو أن حماية الغطاء الغابوي ليست من بينها.
المشروع المزمع إقامته، والمتمثل في حرق النفايات داخل الغابة، لا يهدد فقط الثروة النباتية المتمثلة في أشجار البلوط، بل يطرح خطرًا مباشرًا على التنوع البيولوجي للمنطقة بما فيها من حيوانات ونباتات فريدة، الأهم من ذلك، أن هذا الإجراء يتجاهل تمامًا الأضرار المحتملة على الصحة العامة للساكنة، كما أنه لا يراعي السكينة العامة وسبل الوقاية من الحرائق، ما يزيد من مخاطر التصحر والجفاف في منطقة تعاني أصلاً من هشاشة بيئية.
إن تجاهل هذه الأخطار يمثل نمطًا متكررًا في المنطقة، التي شهدت في الماضي تخلصًا مؤسفًا من غابات الأرز والعرعار، ويبدو أن سيناريو التدمير البيئي يتكرر اليوم مع غابات البلوط، مما يستدعي تدخلًا من الجهات المسؤولة لضمان تطبيق القوانين وحماية ما تبقى من الرصيد البيئي للمنطقة، ويظل السؤال الأكبر هو: هل سيستمر المجلس الجماعي في مرموشة في تجاهل واجباته البيئية والقانونية، أم سيعيد النظر في قراراته قبل فوات الأوان؟

