ميدلت..تحذيرات بيئية وصحية تلاحق مشروع محطة معالجة المياه العادمة ببومية

جريدة العاصمة

أثار مشروع محطة معالجة المياه العادمة ببومية، الذي يأتي ضمن البرنامج الوطني للتطهير السائل، مخاوف جدية بشأن سلامة البيئة وصحة المواطنين. فبينما يهدف المشروع في ظاهره إلى معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها في ري المساحات الخضراء، تُشير التحذيرات إلى مخاطر محتملة قد تحول هذه المبادرة الإيجابية إلى كارثة بيئية وصحية.

 

وتكمن إحدى أكبر نقاط الخطر في أن الأنابيب المخصصة لنقل المياه العادمة إلى محطة المعالجة تمر عبر وادي ملوية، الذي يصب في سد الحسن الثاني. ويُخشى من أن تُستغل هذه المياه الملوثة في ري المحاصيل الزراعية، خاصة بساتين التفاح المنتشرة على ضفاف الوادي.

Ad image

وحذر مهتمون بالبيئة من أن أي تسربات محتملة من هذه الأنابيب ستؤدي إلى تلوث مياه الوادي، مما يهدد الفرشة المائية السطحية والجوفية. وتحتوي هذه المياه على بكتيريا القولونية ومعادن ثقيلة ومركبات عضوية سامة، يمكن أن تتسرب إلى التربة وتدخل في تركيبة المحاصيل الزراعية، مما يعرّض المستهلكين لخطر التسمم الغذائي بأمراض مثل التيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تراكم هذه المعادن الثقيلة في التربة قد يؤدي إلى تدهور خصوبتها على المدى الطويل.

 

كما أثار موقع المحطة نفسها قلقًا إضافيًا، إذ تقع على ضفاف وادي “إغزر إزيد”، وهو أحد روافد وادي ملوية، وفي منطقة مكتظة بالسكان بين تجمعين سكنيين هما تاموعجات وآيت مولي. ويُحذّر من أن قرب المحطة من التجمعات السكنية قد يتسبب في انبعاث روائح كريهة، مما يؤثر سلبًا على صحة السكان وجودة حياتهم.

ولتحقيق الأهداف المرجوة من المشروع وتفادي المخاطر المحتملة، يُشدد الخبراء على ضرورة احترام المعايير الصحية والبيئية في عمليات المعالجة. ويقترحون تطبيق ثلاث مراحل علمية أساسية وهي المعالجة الأولية عبر إزالة الملوثات كبيرة الحجم لضمان انتقال المياه إلى المرحلة التالية بأقل قدر من التلوث، و المعالجة البيولوجية من خلال استخدام الأوحال المنشطة والبكتيريا لتنقية الملوثات الدقيقة، و كذا التصفية بالأغشية الدقيقة من أجل الحصول على مياه معالجة بجودة عالية، صالحة لإعادة الاستخدام.

وفي سياق متصل، تُشير معلومات إلى وجود شبهات حول استغلال شخصي للمشروع من قبل أحد المستشارين الجهويين، الذي يُزعم أنه يسعى ليكون المستفيد الأكبر من مياه المحطة المعالجة لسقي بساتين التفاح الخاصة به. ويُعتبر هذا السلوك انتهاكًا صارخًا للهدف الرئيسي للمشروع، وهو خدمة الصالح العام.

شارك المقال :
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *