جريدة العاصمة
تستعد جماعة الغوازي بإقليم تاونات لاحتضان فعاليات موسم الولي الصالح مولاي مليانة، و يجمع هذا الحدث السنوي، المقرر انعقاده أيام 22 و23 و24 غشت الجاري، بين البعد الروحي والتراثي والتنشيط الثقافي، ويعكس عمق ارتباط ساكنة الغوازي بهذا الإرث التاريخي العريق، وقد انطلقت الاستعدادات لهذا الموسم مبكراً، تحت إشراف رئيس المهرجان الملياني الفلاح، وبتعاون مع الجماعة الترابية للغوازي، إلى جانب دعم مؤسساتي من عمالة إقليم تاونات، والمجلس الإقليمي، ومجلس جهة فاس مكناس، والغرفة الجهوية للفلاحة.
ويعرف الموسم ببرنامجه الغني والمتنوع، الذي يمزج بين الاحتفالات الدينية والأنشطة الثقافية والفنية، في قلب هذه الفعاليات، تقف عروض “التبوريدة” التقليدية كواحدة من أبرز الفقرات، إلى جانب استعراضات فلكلورية محلية تُبرز غنى التراث المغربي، ويظل البعد الروحي محور هذا الحدث، حيث تتجه الأنظار إلى الزاوية والضريح الذي يخلد ذكرى الولي الصالح مولاي مليانة، مما يجعله مناسبة سنوية لتجديد الصلة بين الأجيال الجديدة وأصولها الدينية والثقافية.
وتحول موسم مولاي مليانة، بفضل حسن التدبير والتنسيق، إلى رافعة حقيقية للتنمية المحلية. لم يعد مجرد احتفال ديني عابر، بل أصبح نقطة جذب سياحي داخلي، يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية عبر توفير فرص تجارية مؤقتة للحرفيين وأصحاب المهن الصغيرة. كما يمثل هذا الموسم فرصة سنوية لإبراز المؤهلات الثقافية والتراثية للمنطقة، ويعكس الوعي بأهمية الموروث الثقافي كأداة فعالة للتنمية المستدامة، مما يستدعي تعميم هذه التجربة الرائدة على المستوى الوطني.

