جريدة العاصمة
أصدرت جمعيات مهنية وتجارية بالمدينة العتيقة في مكناس بياناً شديد اللهجة، تعبر فيه عن قلقها البالغ من طريقة تنفيذ مشاريع إصلاح وتجديد المحلات التجارية، واعتبرت الجمعيات أن عملية تغيير الواقيات الشمسية (les parasols)، على بساطتها الظاهرة، قد تكون لها تبعات سلبية جسيمة على أرزاق التجار، وأشار البيان إلى تجارب سابقة في أحياء مثل درب الفران بريمة وباب زواغة، حيث أدت الفوضى وسوء التنظيم إلى خسائر كبيرة للتجار والمهنيين، مطالبةً بضرورة أخذ هذه الدروس بعين الاعتبار لتجنب تكرارها.
وحمّلت الجمعيات مسؤولية هذه الأخطاء المنهجية إلى وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس (ADER)، متهمةً إياها بالتقصير في إدارة مشاريع مماثلة، وأوضحت أن الوكالة تعاقدت مع مقاولين يفتقرون إلى الكفاءة التقنية والمهنية اللازمة لإنجاز مشاريع تتسم بالأهمية القصوى، خصوصاً وأنها تأتي في إطار التوجيهات الملكية، وأكدت الجمعيات أن هذا التهاون أدى إلى تنفيذ عشوائي لا يراعي الخصوصية التاريخية للمدينة العتيقة ولا يحمي مصالح التجار الذين يعتمدون على هذه الفضاءات لتأمين قوتهم اليومي.
وفي ختام البيان، طالبت الجمعيات وكالة “ADER” بضرورة التدخل الفوري لتصحيح المسار، داعيةً إلى تسريع وتيرة الأشغال في المدار السياحي لإنعاش الحركة الاقتصادية. كما دعت إلى استكمال المشاريع المتوقفة في أحياء درب الفران بريمة وباب زواغة وفق معايير الجودة المطلوبة، لكي تصبح نموذجاً إيجابياً يحتذى به. ولم يفت الجمعيات أن تدعو التجار والمهنيين إلى اليقظة والتفاعل الإيجابي مع هياكلها لمتابعة تقدم المشروع وتقديم الملاحظات الضرورية، بهدف ضمان نجاحه وحماية مصالحهم.

