جريدة العاصمة
شهدت المدينة العتيقة بتازة اليوم إضرابًا إنذاريًا واسعًا، شلّ حركة التجارة لمدة 24 ساعة، وذلك في خطوة احتجاجية لتجارها الذين عبروا عن سخطهم البالغ من “الجمود التنموي” الذي يضرب عمق هذا المعلم التاريخي. ويأتي هذا التحرك بعد توقف مفاجئ لمشاريع إصلاحية كانت قد بعثت آمالاً كبيرة في نفوس المهنيين، ليجدوا أنفسهم اليوم أمام واقع مرير عنوانه الإهمال والتدهور.
وفي صلب مطالب التجار الغاضبين، تبرز الحاجة الملحة لمراجعة مدونة الأحباس، التي يعتبرونها “حجر عثرة” أمام أي مبادرة استثمارية أو تجديدية داخل المحلات العتيقة. ففي ظل الشروط القانونية المعقدة والقيود الإدارية التي لا تواكب ديناميكية التجارة الحديثة، باتت العديد من هذه المحلات تعاني من التدهور وصعوبة التأهيل، مما يهدد استمرارية نشاطها التجاري.
لم يتوقف احتجاج التجار عند هذا الحد، بل امتد ليشمل المطالبة باستئناف مشاريع التهيئة المتوقفة منذ أشهر. هذه المشاريع، التي كان من المفترض أن تعيد الروح لبعض الأزقة والبنى التحتية، تركت وراءها وضعًا مزريًا ينعكس سلبًا على النشاط التجاري ويقلل من جاذبية المدينة العتيقة كوجهة سياحية وسوق تاريخي أصيل.
وأكد عدد من التجار أن هذا الإضراب بمثابة “رسالة إنذارية واضحة للجهات المعنية”، مشيرين إلى أنهم لن يترددوا في اتخاذ “خطوات تصعيدية” في حال استمرار التجاهل لمطالبهم المشروعة. ووجه المحتجون نداءً عاجلاً إلى السلطات الوصية لفتح حوار مباشر والاستماع إلى همومهم، واتخاذ إجراءات ملموسة تضمن كرامة التاجر وتساهم في إعادة نبض الحياة لاقتصاد المدينة العتيقة، التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من التراث المغربي الأصيل.

