جريدة العاصمة
تنتظر ساكنة مكناس والمناطق المجاورة بفارغ الصبر الإعلان عن تاريخ انطلاق أشغال تأهيل الطريق الرابطة بين مكناس وزرهون، وهو المشروع الذي أثار نقاشًا واسعًا منذ الموافقة عليه قبل أشهر. تُعد هذه الطريق شريانًا حيويًا يربط مكناس بمدينة زرهون الغنية بتاريخها العريق، ومؤهلاتها الفلاحية، الطبيعية، والسياحية الفريدة. يمثل هذا المشروع خطوة محورية نحو تعزيز التنمية الشاملة للمنطقة، وإعادة إحياء الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين المدينتين.
تدعو الأصوات المحلية والفاعلون الاقتصاديون في مكناس إلى ضرورة إيلاء اهتمام أكبر للمناطق المحيطة بها، وخاصة زرهون التي تُعد امتدادًا طبيعيًا ومصدرًا للعديد من الفرص التنموية. تتجاوز هذه الدعوات مجرد الاهتمام بالطرقات لتشمل تعزيز التكامل بين مكناس ومنطقة الغرب، مرورًا بسيدي قاسم، بالإضافة إلى التركيز على محور الأطلس والرشيدية، الذي يمثل العمق الثقافي والحضاري للمدينة. يُنظر إلى هذا التكامل كعنصر أساسي لتحقيق التنمية المنشودة.
في ظل التحديات الجديدة التي تواجهها مكناس، خاصة بعد التغيرات الإدارية التي طرأت على خريطة الجهات، بات من الضروري على المسؤولين المحليين تعزيز علاقات المدينة بمحيطها الجغرافي والاجتماعي. يتطلب ذلك بناء شراكات فعالة، وتنسيقًا مستمرًا بين مختلف الأطراف الفاعلة، بما في ذلك النسيج الجمعوي والرياضي، لتحقيق تبادل إيجابي وتكامل يخدم مصالح جميع الأطراف، ويضمن استدامة المشاريع التنموية في المستقبل.

