جريدة العاصمة
تعيش مدينة تازة حالة من القلق المتزايد بسبب الانتشار غير المسبوق للكلاب الضالة، التي باتت تشكل تهديدًا يوميًا لسلامة السكان. تتجول هذه الحيوانات في مجموعات كبيرة قد تتجاوز العشرين كلبًا في شوارع وأحياء المدينة، مما يثير مخاوف جدية لدى المواطنين، خاصة الأطفال والمسنين. وقد سجلت المدينة بالفعل حوادث اعتداء ومطاردة استدعت نقل الضحايا إلى المستعجلات، في ظل غياب شبه تام لأي تدخل فعال من الجهات المعنية لوقف هذا الخطر المتنامي.
لم يعد الأمر يقتصر على مجرد إزعاج ليلي بسبب النباح المتواصل، بل تحول النهار إلى ساحة مفتوحة للخوف والرعب، حيث باتت الأحياء، لا سيما الهامشية منها، مرتعًا لتكاثر هذه الكلاب. يضاف إلى ذلك الهاجس الصحي المرتبط باحتمال انتقال داء الكلب (السعار)، وهو مرض فتاك إذا لم يعالج على الفور. ورغم المناشدات المتكررة والمراسلات العديدة التي وجهها السكان إلى الجهات الرسمية، لا تزال الاستجابة ضعيفة وغير كافية، مما يطرح تساؤلات جدية حول مدى التزام السلطات بحق المواطنين الدستوري في الأمن والسلامة الجسدية.
أمام هذا الوضع المقلق، يطالب سكان تازة بتدخل عاجل وفعال، يتمثل في تنظيم حملات ميدانية منتظمة لجمع الكلاب الضالة، ووضع خطة مشتركة تجمع بين الجماعة والمصالح البيطرية ووزارة الداخلية. كما يؤكدون على ضرورة إنشاء مراكز إيواء لهذه الكلاب وتعقيمها للحد من تكاثرها العشوائي، بالإضافة إلى تعزيز برامج التوعية بمخاطر داء الكلب وسبل الوقاية منه. فالصمت المستمر وتجاهل هذا الخطر المتفاقم قد ينذر بكارثة إنسانية وصحية وشيكة، تستدعي تحركًا فوريًا قبل فوات الأوان.
