جريدة العاصمة
تتفاقم الأزمة البيئية والصحية في جماعة بني فراسن بإقليم تازة، مع تصاعد وتيرة احتجاجات السكان المتضررين من الانتشار العشوائي لمداجن تربية الدجاج اللاحم، المعروفة محليًا بـ “الكوارا”، و وجه المتضررون شكاية رسمية إلى عامل إقليم تازة، مدعومة بعريضة موقعة من 40 مواطنًا، يسردون فيها المعاناة اليومية جراء الروائح الكريهة، التلوث البيئي، وانتشار الحشرات، بالإضافة إلى المخاوف المتزايدة بشأن تأثير هذه المداجن على الصحة العامة في ظل غياب شبه تام لشروط السلامة الصحية والبيئية.
وفي خضم هذه الأزمة، أثارت تحركات اللجان المختلطة المكلفة بمعاينة الوضع استياءً واسعًا بين الساكنة، فقد قامت لجنة بزيارة للجماعة الأسبوع الماضي، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى المواقع المعنية، واكتفت بتأجيل المعاينة بحجة “عدم اكتمال المصالح المختصة”، ولم يختلف الحال كثيرًا في زيارة اللجنة الثانية، التي انعقدت يوم الثلاثاء، حيث اقتصرت على اجتماع داخل مقر القيادة دون أي جولة ميدانية، وتم تأجيل الزيارة مجددًا لغياب ممثلي المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، هذا التسلسل للأحداث فاقم من شعور الساكنة بالإحباط، وتزايدت الاتهامات الموجهة للسلطات المحلية بـ”المماطلة” والتساهل مع أصحاب المداجن.
وعبر عدد من المواطنين عن غضبهم الشديد من تعامل السلطات مع ملف يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامتهم وصحتهم، مشيرين إلى مزاعم تفيد بوجود “علاقات قوية” مع مسؤولين على حد تعبيرهم، وهو ما يزيد من إحساس الساكنة بـ”التهميش” و”غياب العدالة المجالية”، وتختتم الشكاية بنداء عاجل إلى السلطات الوصية، للمطالبة بإجراء معاينة ميدانية نزيهة تشمل كافة المصالح المعنية، والبت في الشكاوى بشفافية، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد أي مخالفات تعرض صحة المواطنين وحقهم في بيئة سليمة للخطر.
