جريدة العاصمة
أسدل الستار فجر اليوم الأربعاء على مسلسل من الرعب والترقب، تمكنت خلاله عناصر الدرك الملكي والأمن الوطني من إلقاء القبض على “سفاح رباط الخير” (ب.ك)، البالغ من العمر 25 عامًا، وذلك بمدينة تازة. جاء الاعتقال بعد مطاردة ليلية حثيثة امتدت عبر ثلاث جماعات قروية، ووضعت حدًا لجريمة بشعة هزت استقرار منطقة محافظة عرفت بطيبة أهلها.
تفاصيل الجريمة المروعة تعود إلى ليلة أمس، حين أقدم الجاني على تنفيذ هجوم وحشي ضد أفراد أسرته مستغلاً نومهم العميق. بسلاح أبيض، وجه المتهم طعنات قاتلة لعدد من أفراد عائلته دون رحمة، مخلفًا وراءه شقيقه الذي فارق الحياة متأثرًا بجراحه البليغة. كما أصاب والده وشقيقين آخرين (رجل وامرأة) بجروح خطيرة، استدعت نقلهم على الفور إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس في حالة حرجة للغاية، فيما نجت زوجة أخيه بأعجوبة من مصير محقق.
عقب جريمته الشنيعة، لاذ السفاح بالفرار تاركًا خلفه منطقة رباط الخير والمناطق المجاورة في حالة من الصدمة والخوف، خاصة وأن دوافع الجريمة لا تزال مجهولة، و فور تلقي إخبارية عن تواجد المتهم في محيط جماعتي الزراردة وتاهلة، كثفت عناصر الدرك الملكي بتاهلة دورياتها وتمشيطها لمختلف الأحياء والدواوير والمناطق الوعرة طوال ليلة الثلاثاء وصباح الأربعاء. ورغم المحاولات الحثيثة لتطويقه، تمكن الجاني بطرق خاصة من الإفلات والوصول إلى مدينة تازة.
بفضل التنسيق المحكم والفاعل بين القيادة الجهوية للدرك الملكي، التي يقع مسرح الجريمة ضمن نفوذها الترابي برباط الخير، والمديرية الإقليمية للأمن الوطني بتازة، تكللت الجهود بالنجاح. هذا التنسيق المسبق مكن من تتبع مسار المتهم منذ فراره من رباط الخير، مرورًا بالزراردة وتاهلة، وصولًا إلى تازة، حيث تم توقيفه وهو يحاول مغادرة المدينة متجهًا نحو المنطقة الشرقية.
وبعد التعرف عليه وتوقيفه، جرى تسليم المتهم إلى مركز الدرك الملكي برباط الخير، حيث سيتم التحقيق معه تحت إشراف النيابة العامة المختصة للكشف عن ملابسات هذه الجريمة المروعة ودوافعها الحقيقية