جريدة العاصمة
تستعد مدينة فاس لاحتضان النسخة الخامسة من المنتدى الاقتصادي فاس مكناس، الذي يُعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الفترة من 19 إلى 21 يونيو 2025. وينظم المنتدى، بالتعاون بين غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاس مكناس ومؤسسة المنتدى الاقتصادي فاس مكناس، تحت شعار “الاستثمار، الابتكار، الشراكات: مفاتيح لمستقبل مشترك”.
ويُعدّ هذا المنتدى حدثًا بارزًا للفاعلين الاقتصاديين على الصعيدين الوطني والدولي، ويُشكل منصة مرجعية للتنمية الجهوية والتعاون الدولي. ومن المتوقع أن يستقطب المنتدى نخبة من صناع القرار، المحليين، و رجال الأعمال، المستثمرين، والخبراء من المغرب والقارة الإفريقية والدول الفرانكفونية.
تتماشى هذه الدورة مع الرؤية الملكية السامية لـ “المغرب الغد”، التي تضع الاستثمار المنتج في صميم الإقلاع الاقتصادي وتُعزز السيادة الاقتصادية للمملكة. ويُجسّد شعار المنتدى لهذا العام خارطة طريق واضحة للتعامل مع المشهد الاقتصادي العالمي المعقد. فالاستثمار يُعتبر المحرك الأساسي لخلق القيمة المضافة وفرص الشغل المستدامة، بينما الابتكار يُقدم كشرط جوهري للتنافسية والتكيف مع التحولات الرقمية والبيئية. أما التعاون، فيُرسخ كمبدأ أساسي لبناء المرونة الجماعية، تجميع الموارد، وولوج آفاق جديدة للنمو المشترك. ويهدف المنتدى بذلك إلى استكشاف الترابط بين هذه الركائز الثلاث لتحقيق تنمية متناغمة وموحدة.
صُمم برنامج المنتدى المتنوع لتحفيز النقاشات وتحقيق نتائج ملموسة، بمشاركة وفود من أكثر من 20 دولة وأكثر من 50 غرفة مهنية. ومن المتوقع أن يفتتح المنتدى بحضور وزراء، سفراء، ورؤساء مؤسسات وطنية ودولية، ليُمهد الطريق ليومين من النقاشات المكثفة حول مواضيع اقتصادية بالغة الأهمية.
”
من أبرز فعاليات المنتدى، الندوة الموضوعاتية “نحن أفريقيا قادرون We Afri Can”، التي ستُوفر منصة لمناقشة ديناميكيات النمو، التحديات، والفرص الخاصة بالقارة الإفريقية، مع التأكيد على دور المغرب كفاعل استراتيجي وبوابة رئيسية لولوج إفريقيا.
كما سيُعزز البعد الدولي للمنتدى من خلال عقد الجمعية العامة للمؤتمر الدائم للغرف الإفريقية والفرانكوفونية، ما سيجعل مدينة فاس ملتقى للدبلوماسية الاقتصادية الفرانكوفونية. ولتحقيق الشراكات، ستُنظم لقاءات الأعمال الإفريقية والفرانكوفونية (RAFA)، وهي إطار مُنظم للاجتماعات الثنائية (B2B) لتمكين المقاولات من إبرام الاتفاقيات واستكشاف المستجدات في عالم الصناعة والتبادل التجاري.
بالتوازي مع ذلك، سيُسلط الضوء على تشغيل الرأس المال البشري، باعتباره عنصرًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية، من خلال يوم التوظيف (JOB DAY)، الذي يُنظم بشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (ANAPEC). سيتيح هذا اليوم لقاءات مباشرة بين المقاولات الجهوية الباحثة عن الكفاءات والباحثين عن العمل، مما سيُسهم في تحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق الشغل المحلي.
وسيُختتم اليوم الافتتاحي بحفل توزيع جوائز المنتدى، الذي يُكرم المقاولات والشخصيات التي تُجسّد قيم التميز، الابتكار، والتعاون من خلال إنجازاتها الاستثنائية.
وفي هذا الصدد، شدد حمزة بتعبد الله، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاس مكناس ورئيس المنتدى الاقتصادي فاس مكناس، على الأهمية الاستراتيجية لهذه الدورة: “تُعد الدورة الخامسة من المنتدى الاقتصادي فاس مكناس أكثر من مجرد اجتماع سنوي؛ إنها تجسيد لرغبتنا الجماعية في الانتقال إلى مرحلة جديدة من تنميتنا، مسترشدين بالرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة. نحن ملتزمون بجعل هذا المنتدى بيئة خصبة للفرص الواعدة، حيث تتحول الأفكار إلى مشاريع واللقاءات إلى شراكات، والطموحات إلى نجاحات ملموسة.
وأضاف بن عبد الله لدينا قناعة راسخة بأن ازدهارنا يكمن في قدرتنا على الاستثمار بذكاء، والابتكار بجرأة، والتعاون الصادق. هذه دعوة للعمل تُطلق من فاس، ودعوة لجميع شركائنا الوطنيين والدوليين للانضمام إلينا لبناء أسس مستقبل اقتصادي مشترك حقيقي لجهتنا، لبلدنا، وللفضاء الإفريقي والفرانكوفوني بأكمله.”
و سيتعمق النقاش في المنتدى من خلال أربع ورش عمل موضوعاتية تُحدد المحاور الاستراتيجية للمنتدى وهي:
* دعم الاستثمارات المنتجة.
* تدويل المقاولات.
* الكلمة للمقاولات الجهوية.
* تعزيز ريادة الأعمال النسائية.
وستُتيح هذه الجلسات التفاعلية تبادل الخبرات والممارسات الجيدة، وستُوفر للمشاركين أدوات عملية وتوقعات جديدة لاستراتيجياتهم التنموية الخاصة.