جريدة العاصمة
شهد المركز الصحي بجماعة والماس واقعة غريبة ومثيرة للجدل تمثلت في تجول عدد من الحمير داخل مرافقه، وذلك في ظل غياب تام للطاقم الطبي والإداري، وقد أثارت هذه الحادثة الموثقة بفيديو منشور على وسائل التواصل الإجتماعي، موجة من التساؤلات والاستنكار حول مدى فعالية الرقابة والتفتيش و متابعة المراكز الصحية المتواجدة بالمناطق القروية النائية، والتي من المفترض أن تقدم خدمات الرعاية الأولية للساكنة غالبًا ما تعاني من الهشاشة والبعد عن المدن.
هذه الواقعة ليست مجرد حدث عابر، بل تعكس مشكلة أعمق تتعلق بإدارة هذه المرافق الحيوية، فغياب الأطر الطبية والإدارية عن المركز، ووصول الوضع إلى حد تجول الحيوانات بداخله، يضع على المحك جدية الاهتمام بالصحة في البوادي والقرى الجبلية ويبرز الحاجة الملحة لإعادة النظر في آليات المراقبة لضمان الحضور الدائم للموظفين وتوفر الخدمات الصحية للمواطنين.
في ذات السياق دعت فعاليات مدنية و حقوقية لفتح تحقيق شامل ومعمق لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات التي تسيء إلى سمعة القطاع الصحي وتزيد من معاناة ساكنة المناطق النائية، فصحة المواطن، أينما كان، تبقى أولوية قصوى تستوجب تضافر الجهود لضمان ولوج عادل ومنصف للخدمات الصحية الأساسية.
