جريدة العاصمة
أطلقت ساكنة دوار أغبال، التابع لجماعة بوشفاعة بإقليم تازة، صرخة استغاثة جراء تلوث مياه الشرب التي تصل إلى بيوتهم، حيث تختلط بالتراب ومواد عضوية غامضة، مما يحولها إلى خطر داهم يهدد صحتهم وسلامتهم. هذه الأزمة الصحية الخطيرة تنذر بتفشي أمراض وأوبئة في أوساط ساكنة تعاني أصلاً من التهميش على كافة الأصعدة، وتعيش في ظل واقع مرير يفتقر لأبسط شروط الحياة الكريمة.
المفارقة الصارخة تكمن في أن دوار أغبال يقع ضمن منطقة معروفة بثروتها المائية وغنى فرشتها الباطنية، إلا أن سكانه يعانون من شح المياه وتلوثها في آن واحد هذا الوضع يعكس حالة من التقاعس غير المبرر من قبل الجهات المسؤولة التي لم تحرك ساكناً لإيجاد حلول عاجلة، مما يجسد إهمالاً واضحاً لسلامة المواطنين وأمنهم الصحي، ويطرح تساؤلات عميقة حول غياب رؤية تدبيرية رشيدة لدى مسيري الشأن المحلي.
تزداد مرارة المعاناة حينما يرى السكان قنوات الربط بمياه سد “باب لوطا” تمر على مشارف جماعتهم لتصل إلى أبعد النقاط في الجهة، بينما هم محرومون من هذه المادة الحيوية، ويأتي هذا الحرمان في وقت تحولت فيه جماعة بوشفاعة إلى ساحة للسجالات السياسية التي لا تأبه للمصالح الحقيقية للمواطنين، خاصة في الدواوير النائية، مما يكرس عزلة هذه المناطق ويجعل من أزمة المياه دليلاً ملموساً على فشل السياسات التنموية المحلية.