جريدة العاصمة
من قلب مجلس النواب، حيث تُصاغ الملحمات وتُحلحل الأزمات، أطل علينا النائب البرلماني البطل التهامي الوزاني التهامي بسؤال كتابي لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. السؤال ليس عن ميزانية البرلمان ولا عن رواتب النواب، بل عن “الوضعية المزرية” لعصبة جهة فاس-مكناس لكرة القدم، يبدو أن النائب الوزاني اكتشف مؤخرًا أن هذه العصبة، التي “تعد من أكبر العصب الجهوية” و”تزخر” بأكثر من 34 ألف “ممارس وإطار” (يا لها من ثروة بشرية هائلة!)، تعيش في وضع “يائس” بدلًا من أن تكون “واعدة” رغم العشرات من الندوات التي أشارت لهذا لأكثر من عامين، فبعد كل هذه المؤهلات، لا تزال الملاعب “غير صالحة” والحكامة “غائبة” والموارد “محدودة”، وكأن كرة القدم في الجهة تمارس في العصور الحجرية!
الغريب في الأمر أن النائب الوزاني لم يكتفِ بتعداد المصائب، بل أضاف لمسة “درامية” بتسليط الضوء على “ضعف التكوين والتأطير” و”مشاكل التحكيم” التي “تؤثر على سير البطولات الرسمية” في إشارة مبطنة لرئيس الجامعة الوطنية لكرة القدم فوزي لقجع وكأنه إنجاز تاريخي، تخيلوا، بطولات كرة قدم تُقام على “ملاعب غير صالحة” وبتحكيم “ناقص” وتأطير “محدود”؟ لا بد أن مبارياتهم تشبه فيلمًا كوميديًا أكثر منها أحداثًا رياضية! وما يزيد الطين بلة هو “الضعف الكبير في التواصل والرقمنة”، فلا أحد يعلم ما يحدث ولا من يفوز، وكأن النتائج تُسجل على ألواح الطين وتُرسل بحمام الزاجل في عصر الرقمنة والانترنت الفائق السرعة!
وفي ختام ملحمته الكوميدية المتأخرة كعادته، سائل النائب البرلماني التهامي الوزاني الوزير عن التدابير التي سيتخذها لدعم “المنكوبة” عصبة فاس-مكناس، ويبدو أن النائب يتوقع أن الوزارة ستحول الملاعب الترابية إلى “سانتياغو برنابيو” والتحكيم الهاوي إلى “تقنية الـVAR” بلمسة زر! وكأن حل مشاكل كرة القدم في جهة فاس-مكناس يحتاج إلى استراتيجية وطنية ضخمة، بدلًا من مجرد توفير ملاعب لائقة وتأطير جيد وقليل من الشفافية، فهل سنشهد نهاية سعيدة لهذه “الكوميديا الكروية”، أم أن عصبة فاس-مكناس ستظل بطلة دائمة لسلسلة “المؤهلات الضائعة”؟