تاونات..جماعة فناسة باب الحيط..غياب ملاعب القرب وهشاشة الطرق و ضعف النارة و التنمية الغائبة حقيقة أم خيال؟

جريدة العاصمة

تعيش جماعة فناسة باب الحيط، التابعة لإقليم تاونات، واقعًا مريرًا من التهميش والإقصاء على مختلف الأصعدة، فبين غياب شبه تام للمرافق الرياضية، وهشاشة البنى التحتية، وضعف الخدمات الأساسية، حيث تتسع الهوة بين تطلعات الساكنة ووعود التنمية التي لم ترَ النور بعد، سؤال “حقيقة أم إشاعة؟” الذي يطرحه البعض، يجيب عنه الواقع المؤلم لأهالي هذه الجماعة.

يعاني شباب وأطفال فناسة باب الحيط من غياب شبه كلي لملاعب القرب المؤهلة. فالملعب الوحيد المتوفر، والذي وصفه البعض بأنه “لا يصلح حتى لرعي الأغنام” بسبب عدم احترامه لمعايير الممارسة الرياضيىة، حيث يشكل خطرًا حقيقيًا على ممارسي كرة القدم. ورغم تنظيم دوري “يتيم” بمجهودات فردية من جمعيات رياضية محلية، كان الهدف منه التعريف بالرياضة، إلا أن هذا الملعب يبقى وصمة عار على جبين الجماعة، فعلى مدار أربع سنوات، فشل المجلس الجماعي في بناء ملعبين جديدين كانا سيساهمان في احتضان المواهب الرياضية الشابة، في ظل ما يوصف بـ “التخبط والفشل في التدبير” من قبل الرئيس ومكتبه وغياب التوافق مع مجلسه الذي أفقده أغلبيته.

Ad image

و لا تقتصر معاناة الجماعة على الملاعب، بل تمتد لتشمل البنى التحتية الأساسية، فالمسالك الطرقية في معظم دواوير فناسة باب الحيط تعاني من الإهمال، بينما ظلت القناطر على حالها منذ عقدين من الزمن، مما يعيق حركة التنقل ويساهم في عزل الساكنة، هذا الوضع لا يؤثر سلبًا على التنمية الاقتصادية للجماعة فحسب، بل يهدد حياة المواطنين؛ فسيارات الإسعاف والنقل المدرسي لا تستطيع الوصول إلى العديد من الدواوير، مما يسهم في ارتفاع نسبة الهدر المدرسي، خاصة في صفوف الفتيات. ويزداد الوضع تعقيدًا بغياب ثانوية داخل الجماعة، مما يدفع العديد من التلاميذ، بعد المرحلة الإعدادية، إلى الانقطاع عن الدراسة لعدم قدرة أسرهم على تحمل تكاليف الإقامة والنقل والتعليم خارج الجماعة.

 

كما تتفاقم الأوضاع الاقتصادية للجماعة بسبب غياب سوق أسبوعي محلي، هذه المنشأة الحيوية، التي كان من المفترض أن تساهم في تعزيز مداخيل الجماعة وتنشيط الحركة الاقتصادية، أصبحت حلماً بعيد المنال، وتضطر الساكنة إلى تكبد عناء التنقل ومصاريف إضافية لترويج منتجاتهم الفلاحية وشراء احتياجاتهم الأساسية، مما يثقل كاهلهم ويزيد من معاناتهم المعيشية.

 

أما الإنارة العمومية، فتعد واحدة من أبرز تجليات هذا التهميش. فالخدمة تقتصر على مركز الجماعة، بينما تغيب عن غالبية الدواوير، بل إن هناك منازل في بعض الدواوير لم تصلها بعد “رياح التنمية” وتنعم بالكهرباء، في تناقض صارخ مع دواوير أخرى في جماعات مجاورة بإقليم تاونات، هذا الوضع يسلط الضوء على ما يوصف بـ “ضعف حقيقي” في أداء الرئيس، مصطفى السراف، وأغلبيته بالمجلس الجماعي.

 

ختاماً، يبدو أن معيار النجاح لا يكمن في المظاهر و الحفلات الرسمية، بل في قدرة المسؤولين على اشراك الفاعلين الجمعويين والمدنيين و كذا اشراك المعارضة في تنزيل المشاريع و تحقيق التنمية الملموسة ورفع التهميش عن ساكنة جماعاتهم التي تنتظر بصيص أمل.

Ad image
شارك المقال :
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *