بوعاز يحسم أول معركة والمراكشي والرحموني يحضران للمفاجأة ..قراءة تحليلية لانتخاب عصبة فاس- مكناس لكرة القدم

جريدة العاصمة 

تترقب الأوساط الرياضية في جهة فاس مكناس بفارغ الصبر يوم 30 ماي الجاري، الموعد المحدد لانتخابات عصبة فاس مكناس لكرة القدم، التي ستشهد تنافسًا محتدمًا على خلافة الرئيس الموقوف محمد الجليلي، وبينما يبدو عبد السلام بوعاز في موقع الصدارة بفضل تحركاته الاستباقية، تشير التحليلات إلى أن خصميه، المراكشي والرحموني، قد يُخبئان “مفاجأة انتخابية” قد تقلب الموازين في اللحظات الأخيرة الأخيرة.

فرض عبد السلام بوعاز نفسه كمرشح قوي منذ بداية السباق الانتخابي، مدعومًا بلائحة منظمة ومحكمة، وقد تجلى هذا التفوق في انتخابات ممثلي كرة القدم النسوية وكرة القدم داخل القاعة، حيث حصدت لائحته ثلاث تمثيليات من أصل أربع، مما عزز الانطباع بأنه الأقرب لرئاسة العصبة، ومع ذلك، لا يزال الطريق طويلًا، فالتفوق في جولة مبكرة لا يعني حسم المعركة برمتها.

في هذا السياق كشفت مصادر مطلعة عن تنسيق مكثف بين المراكشي والرحموني، وهما غريمان سابقان قررا تجاوز خلافاتهما الشخصية لتشكيل ما أُطلق عليه “تحالف التصدي”، يهدف هذا التحالف إلى تشتيت الأصوات في الدور الأول من الانتخابات، ثم توحيدها خلف مرشح توافقي في الدور الثاني، وذلك بهدف إحباط مساعي بوعاز للوصول إلى الرئاسة، ويعتمد هذا التحالف على استقطاب الأندية المترددة أو تلك غير الراضية عن الوضع الإداري السابق.

Ad image

 

و تتألف الهيئة الناخبة من 193 صوتًا، موزعة على 189 فريقًا من مختلف الأقسام، بالإضافة إلى 4 تمثيليات عن كرة القدم النسوية وكرة القدم داخل القاعة، و يتطلب الحسم المبكر حصول أي مرشح على 97 أو 98 صوتًا على الأقل. ورغم الحراك القوي الذي يقوم به بوعاز، والذي يضعه على مقربة من هذا الرقم، إلا أن تعقيدات المشهد الانتخابي تشير إلى صعوبة الحسم من الدور الأول، ما يفتح الباب أمام دور ثانٍ محتمل، حيث تتغير التحالفات وتُبنى على المصالح الآنية.

 

و يتمتع عبد السلام بوعاز بديناميكية واضحة، تنظيم محكم، ودعم من فرق بارزة، كما استفاد من غياب الرئيس الموقوف. إلا أنه قد يواجه “جدار الممانعة” الذي يُحضّره خصومه، خاصة إذا نجحوا في استقطاب الفرق التي لم تحسم موقفها بعد، أما الرحموني، بخبرته الطويلة في المجال، فيُعرف بكونه “رجل التوازنات” ويُجيد نسج التحالفات في الكواليس، في المقابل، يتميز المراكشي بخطاب يدعو إلى التغيير الجذري، ويسعى لجذب دعم الفرق الصغيرة والمتوسطة.

ومن السيناريوهات المحتملة حسم مبكر لبوعاز: وهو سيناريو ممكن ولكنه صعب التحقق، ويستلزم تجاوزه عتبة 98 صوتًا من الدور الأول، والسيناريو الثاني، اللجوء إلى الدور الثاني وهو السيناريو الأرجح، حيث تتفكك الولاءات وتُعاد توزيع الأصوات، لتصبح لعبة التحالفات الحاسمة هي الفيصل، السيناريو الثالث والذي قد يعتبر مفاجأة هو تحالف المراكشي مع الرحموني، وهذا يمكن أن يحدث إذا نجح الثنائي في التوحد خلف مرشح واحد وتوجيه أصواتهم بذكاء لإحداث قلب وتغيير في النتائج.

 

و تبقى انتخابات عصبة فاس مكناس لكرة القدم مفتوحة على كافة الاحتمالات. فبينما يبدو عبد السلام بوعاز متقدمًا في السباق، لا يزال المراكشي والرحموني يملكان أوراقًا قد تغير مجرى الأحداث،. وكما في كرة القدم، لا تُحسم النتائج إلا باللحظات الأخيرة وبالتكتيك الذكي، فهل سيشهد 30 ماي تأكيدًا لتفوق مبكر، أم سيُفجر مفاجأة من العيار الثقيل؟

شارك المقال :
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *