جريدة العاصمة
تتواصل لليوم الثالث على التوالي جهود فرق الإطفاء المغربية المدعومة بطائرات “كانادير” الكندية، للسيطرة على حريق هائل يلتهم غابة هوارة بضواحي طنجة. وتواجه هذه الجهود تحديات كبيرة جراء الرياح الشرقية القوية التي تغذي النيران وتوسع من رقعة انتشارها، ما ينذر بموسم حرائق مبكر وغير مسبوق في مناطق الشمال.
ووفقًا لمصادر مسؤولة، فإن الحريق قد أتى على ما يقرب من 60 هكتارًا من الغطاء الغابوي في الشريط الساحلي الحيوي الرابط بين طنجة وأصيلة. وتضاعفت المساحة المتضررة خلال الساعات الماضية، ما يؤكد شراسة النيران واستفادتها من الظروف المناخية الصعبة، التي شهدت ارتفاعًا في درجات الحرارة متجاوزة الثلاثين درجة مئوية. هذا التوسع المقلق يثير مخاوف جدية لدى سكان القرى المجاورة، الذين يستعيدون سيناريو حرائق صيف 2022 المدمرة التي كبدت إقليم العرائش خسائر فادحة.
وأشارت فعاليات مدنية أن هذه الكارثة تؤكد على هشاشة الغطاء الغابوي في مناطق الشمال، التي تعد من بين الأكثر عرضة للحرائق نظرًا لكثافة وتنوع غاباتها. ومع تزايد حدة التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، باتت هذه المناطق تسجل خسائر سنوية بالمئات من الهكتارات، ما يستدعي وضع استراتيجيات عاجلة وفعالة للتصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة وحماية الثروة الغابوية للمغرب.