جريدة العاصمة
كشفت معطيات ميدانية عن تفاقم الأضرار الناجمة عن وجود مطرح عشوائي غير خاضع للرقابة. هذا الوضع يستفحل ليُشكل تهديداً متعدد الأوجه يمس بشكل مباشر صحة المواطنين وسلامتهم، فضلاً عن استنزافه للموارد الطبيعية وإخلاله بالتوازن البيئي الهش في المنطقة.
فعلى الصعيد الصحي، يُنذر المطرح العشوائي بكارثة وشيكة، إذ يتسبب في انبعاث غازات سامة وعلى رأسها غاز الميثان، الذي يُعد من الغازات الدفيئة الخطيرة. كما يُعتبر بؤرة لتكاثر نواقل الأمراض كالحشرات والقوارض والكلاب الضالة التي تجوب المنطقة وتنقل الأمراض الخطيرة كالسعار والليشمانيا بين السكان.
ويزيد من حدة المخاوف قرب الموقع من بئر رئيسي يعتمد عليه السكان في الحصول على المياه الجوفية، مما يرفع بشكل كبير من احتمالية تلوث هذه المياه الحيوية بعصارة النفايات السامة، وهو ما يُعد انتهاكاً صريحاً للقانون رقم 36.15 المتعلق بالماء.
أما على صعيد البيئة والتنوع البيولوجي، فقد بات واضحاً التدهور الملحوظ في الغطاء النباتي المحيط بالمطرح، بما في ذلك احتمالية فقدان نباتات نادرة أو مهددة بالانقراض. كما أدى انتشار الجرذان والكلاب الضالة الناجمة عن هذا الوضع إلى اختلال التوازن البيئي في الأراضي الزراعية المجاورة.
وبالإضافة إلى كل ذلك، يُعاني سكان المنطقة من انعدام الأمن بسبب تسجيل هجمات متكررة للكلاب الضالة على المارة والمزارعين، الأمر الذي يستدعي تدخلاً عاجلاً وحاسماً من الجهات المعنية لوضع حد لهذا التدهور المتسارع وحماية صحة وسلامة البيئة والمواطنين في مدينة “المنزل”.

