بولمان..إيموزار مرموشة طبيعة خلابة وإرث عريق يواجهان شبح التهميش التنموي

جريدة العاصمة

رغم ما تختزله من كنوز طبيعية ساحرة وتنوع جغرافي فريد يؤهلها لتبوء مكانة رائدة على خريطة السياحة والتنمية المستدامة، ورغم عبق تاريخها وثقافتها المتجذرة في عمق الماضي، لا تزال مدينة إيموزار مرموشة ترزح تحت وطأة ضعف بنية تحتية شاملة، حالها في ذلك ليس استثناءً بين مراكز إقليم بولمان الأخرى التي تشترك في مرارة التهميش والإقصاء من برامج التنمية الجهوية الطموحة.

فالطرق المهترئة التي تستقبل زوارها، والبنية التحتية المتواضعة التي لا ترقى إلى مستوى آمال وتطلعات سكانها، تقف شاهدًا صارخًا على الهوة السحيقة بين الإمكانات الهائلة التي تزخر بها المنطقة وواقعها الحالي. اللافت للانتباه، ورغم تبوؤ العديد من أبناء المدينة لمواقع مرموقة في هرم الإدارة والمؤسسات العمومية، فإن هذه الميزة النسبية لم تُترجم بعد إلى قفزة نوعية في واقع المدينة، مما يثير تساؤلات مشروعة حول مدى انعكاس الارتباط بالجذور على خدمة التنمية المحلية.

وفي خضم هذا المشهد، رفع مهتمون بالشأن المحلي في إيموزار مرموشة صوت التساؤل والاستنكار متسائلين إلى متى ستظل هذه الجوهرة الطبيعية والثقافية خارج دائرة اهتمام المخططات التنموية؟ وهل سيتمكن موقعها الاستراتيجي، وثراؤها الحضاري، وكفاءاتها المنتشرة في مراكز القرار، من لعب دور حاسم في انتشالها من براثن التهميش الذي طال أمده؟

Ad image

إيموزار مرموشة اليوم، ليست في حاجة إلى مزيد من التشخيص لحالتها، بل تتطلع بشغف إلى إرادة سياسية صلبة، واستراتيجية تنموية متكاملة وشاملة، قادرة على رد الاعتبار لهذه المدينة العريقة التي تستحق أن تكون في صلب خريطة التنمية الوطنية، لا مجرد نقطة باهتة على هامشها.

شارك المقال :
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *