جريدة العاصمة
بناء سور “واق” بعقيبة ميمونة لتحييد خطر الكلاب الضالة يضع مقاطعة فاس المدينة موضع سخرية من طرف الساكنة
أثار قيام مقاطعة فاس المدينة ببناء سور واقٍ في أحد دروب حي عقيبة ميمونة بهدف “تحييد خطر الكلاب الضالة” موجة من الاستهجان والسخرية على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي فايسبوك وواتساب، واعتبر متابعون للشأن المحلي أن هذه الخطوة، التي جاءت في وقت كانت الساكنة تنتظر فيه حلولاً جذرية كجمع الكلاب الضالة وإبعادها عن أزقة المدينة العتيقة، تمثل إعترافا و “نكوصاً” وتكريساً لمشكلة قائمة بدل معالجتها، كما أشار المنتقدون إلى أن إغلاق الولوجيات و منافذ حيوية قد يشكل خطراً في حالات الطوارئ أو انهيار المنازل أو الحرائق، فضلاً عن تشويهه للطابع المعماري والتراثي للمدينة المصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو. ووصف البعض الفكرة بـ “الساذجة”، متسائلين عن مصير المواطنين خارج هذا السور، وكيف سيتم تحييد خطر الكلاب الضالة عنهم.
وفي سياق متصل، تجددت مطالب فعاليات مدنية لرئيس مقاطعة فاس المدينة بالكشف عن تفاصيل المصادقة على الشراكة التي تم الإعلان عنها قبل عامين بأحد دورات مجلس المقاطعة مع “الفندق الأمريكي”، أقدم مستشفى بيطري في المغرب والمتخصص في علاج وتعقيم الحيوانات، وتتعلق هذه الشراكة ببرنامج لتعقيم وإخصاء الكلاب والقطط الضالة في المدينة العتيقة، والذي خصص له جزء من مكتبة باب الفتوح كمقر للفندق الأمريكي بهذا الخصوص، وطالب المتتبعون بنشر أرقام وإحصائيات حول عدد الحيوانات التي تم إخصاؤها في إطار هذه الشراكة إن تمت فعلا، ومدى فعاليتها في الحد من انتشار الكلاب الضالة بالمدينة العتيقة.
إلى ذلك، عبرت فعاليات مدنية عن تساؤلاتها حول مدى موافقة السلطات المحلية بالمدينة العتيقة على بناء سور بعقيبة ميمونة، وما إذا كان قد تم تشييده وفقاً للتراخيص والإجراءات القانونية المعمول بها من قبلمصلحة التعمير في مقاطعة فاس المدينة، ودعا المهتمون بالشأن المحلي إلى ضرورة توضيح ملابسات هذا البناء وتبيان مدى مطابقته للمعايير الحضرية والجمالية للمدينة التاريخية، فضلاً عن مدى مساهمته الفعلية في حل مشكلة الكلاب الضالة بشكل شمولي.

