«فلاش باك» «ملفات زنا المحارم»

تم النشر بتاريخ 15 مارس 2025 على الساعة 13:33

جريدة العاصمة / خليل المنوني

تشير آخر الإحصائيات الرسمية إلى ارتفاع وتنامي أرقام الجرائم المتعلقة بزنا المحارم على امتداد جغرافية المملكة، ما يعطي الانطباع على أن هذه الحالات لم تعد معزولة، بقدر ما أضحت ظاهرة تستدعي الوقوف عندها، بل وتطرح أكثر من علامة استفهام، لتعاد من جديد صياغة سؤال الجرائم الجنسية بالمغرب. فالأرقام المعلنة تكشف مدى فظاعة جرائم أطرافها أشخاص تربطهم آصرة القرابة، ويربطهم بالتالي الدم نفسه الذي يسري في شرايينهم، ورغم ذلك فإن الجناة في هذه الحالات تخلصوا من آدميتهم، وركبوا قطار شهواتهم الجنسية، وأبوا إلا أن يمارسوا ساديتهم على قريباتهم، من أصولهم أو فروعهم أو شقيقاتهم أو بنات الأخ أو بنات الأخت أو غيرهم من الأقرباء.

 

في هذه السلسة نرصد وقائع جرائم خرجت من السر إلى العلن، وعرضت على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمكناس، قبل أن تبت فيها بإصدار عقوبات سالبة للحرية مختلفة المدد في حق جناة توبعوا من أجل «ملفات زنا المحارم».

                                                                              «الملف1»

 

أب يعزف سمفونية الرذيلة على جسد ابنته القاصر

 

ثلاثون سنة سجنا نافذا هي العقوبة التي صدرت في حق أب، بعد مؤاخذته من أجل هتك عرض قاصر يقل عمرها عن 18 سنة باستعمال العنف من طرف أحد الأصول نتج عنه افتضاضها.

 

وفي التفاصيل، ذكرت مصادر جريدة “العاصمة” أن القضية، التي استأثرت باهتمام الشارع المحلي بخنيفرة، تفجرت عندما تقدمت الضحية القاصر رفقة شقيقها بشكاية إلى المصالح الأمنية بالمدينة تعرض فيها أنها وقعت ضحية اعتداء جنسي من طرف والدها، ما نتج عنه افتضاض بكارتها، الشيء الذي أكدته الشهادة الطبية التي أدلت بها للشرطة القضائية، وأصرت على متابعة الجاني قضائيا.

 

وصرحت المشتكية أن والديها انفصلا منذ مدة إثر وقوع خلافات بينهما، وظلت هي وشقيقاها يعيشون تحت حضانة والدتهم، قبل أن ينتقلوا بعد مرور سنتين على الطلاق إلى الاستقرار بمنزل الأب بسبب هجرة الأم للعمل بالمملكة العربية السعودية. وأوضحت الضحية القاصر(14 عاما) أن الأمور ظلت تسير بشكل عادي وطبيعي، لكن خلال الأشهر الأربعة، التي سبقت تاريخ تقديم الشكاية، تغيرت تصرفات والدها تجاهها، إذ أنه بات يرغمها على النوم بجانبه، وتحت طائلة التهديد قام باغتصابها ليفتض بكارتها، مفيدة أنه بقي يمارس عليها الجنس بشكل طبيعي وشبه يومي، وذلك لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، وأنه كان يعنفها في حالة امتناعها عن تلبية نزواته، مهددا إياها بتصفيتها جسديا إن هي أخبرت أحدا بالواقعة، ما جعلها تعيش كوابيس مزعجة طيلة هذه المدة، الشيء الذي أثر سلبيا على حالتها النفسية وكذا على تحصيلها الدراسي، حسب تصريحها.

 

وأضافت أن شقيقها الذي يكبرها بثلاث سنوات استفسرها ذات يوم عن سبب بكائها في إحدى الليالي وكذا عن مصدر الأصوات الغريبة المنبعثة من غرفة نوم والدها لتخبره أن الأخير يعتدي عليها جنسيا، إذ قالت له بالحرف” راه با كايتبسل علي”.

 

واسترسالا في البحث، استمعت عناصر الضابطة القضائية إلى الشقيق الأكبر للضحية، الذي أفاد أنه لاحظ في الآونة الأخيرة أن والده أصبح أكثر إصرارا وإلحاحا على أن تنام أخته بجانبه، وكلما رفضت ذلك كان يعنفها، ما جعله يشك في أمره، قبل أن تخبره شقيقته بواقعة اغتصابها من طرفه وأنه هو من أفقدها عذريتها، ما جعله يربط الاتصال بوالدته بالديار السعودية، التي أمرته بتسجيل شكاية في الموضوع، مضيفا أنه حينما فاتح والده في الموضوع قام بطرده من المنزل لينتقل إلى العيش مع عمته.

 

وفي الاتجاه ذاته سار الشقيق الثاني للضحية، عندما صرح للمحققين أنه منذ بداية الموسم الدراسي أصبح والده، وعلى غير العادة، يطلب من شقيقته النوم بجانبه، الشيء الذي كانت ترفضه، ما جعله يعرضها للضرب والسب والشتم بعبارات لا أخلاقية.

 

وفي سياق متصل، أكد المتهم، له مجموعة من السوابق القضائية، قضى بموجبها عقوبات سالبة للحرية مختلفة المدد، أن علاقته بابنته المشتكية يسودها الاحترام وتطبعها المحبة المتبادلة، وأن سلوكها حسن داخل البيت وخارجه، وأنها متفوقة في تحصيلها الدراسي. وحول المنسوب إليه، أجاب بالإنكار، معتبرا ادعاءها باطلا وعاريا من الصحة، نافيا بالتالي ما جاء على لسان ابنيه كونه بات في الأشهر الماضية أكثر إصرارا على أن تنام الضحية القاصر بجانبه، مستغربا في الوقت نفسه اتهامها له بالاعتداء عليها جنسيا وافتضاض بكارتها.

 

واعتبر المتهم، وهو سائق سيارة أجرة من الصنف الثاني، أن الشكاية كيدية، مرجحا إمكانية تدخل طليقته على الحظ بهدف النيل من سمعته والانتقام منه، من خلال قيامها بتحريض ابنتها على اتهامها له.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق