طريق الموت.. جبل زلاغ يفضح واقع التنمية بين فاس وتاونات

تم النشر بتاريخ 24 فبراير 2025 على الساعة 18:36
جريدة العاصمة
في تناقض صارخ مع طموحات استضافة مباريات كأس العالم 2030، تُلقي حالة الطريق الرابطة بين فاس وقرية با محمد عبر جبل زلاغ بظلالها القاتمة على واقع التنمية في المنطقة. فبينما تتغنى الجهات الرسمية بقدرة المدينة على استضافة حدث عالمي، يعاني المواطنون من طريق محفوفة بالمخاطر، تشكل وصمة عار على وجه التنمية وتعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
هذا الشريان الحيوي، الذي كان من المفترض أن ينبض بالحياة ويربط إقليم تاونات ومولاي يعقوب بالعاصمة العلمية، تحول إلى كابوس مرعب لسكان المنطقة. فالحفر العميقة والانزلاقات الأرضية وانعدام أدنى معايير السلامة، تجعل من كل رحلة مخاطرة حقيقية تهدد حياة مئات السائقين والمسافرين يوميًا.
أمام هذا الواقع الأليم، يطرح السؤال نفسه بقوة: أين المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل في تاونات ومولاي يعقوب؟ وأين المنتخبون الذين وصلوا إلى مقاعدهم على أكتاف الناخبين بوعود براقة عن التنمية والبنية التحتية؟
إن ترك طريق بهذه الأهمية في حالة مزرية أمر يثير الاستياء والغضب. فكيف يمكن للعاصمة العلمية، التي يفترض أن تكون رمزًا للحضارة والثقافة، أن ترتبط بقرى ونواحيها عبر طريق تفتقر إلى أبسط معايير السلامة؟
رسالة واضحة نوجهها إلى المسؤولين: إن التغاضي عن هذه الكارثة وصمة عار. وإذا كانت فاس تستعد لاحتضان كأس العالم، فإن أول مباراة يجب أن تُلعب هي مباراة المسؤولية والمحاسبة. فالتنمية ليست مجرد شعارات، بل أفعال ملموسة على أرض الواقع.
