الحبس لنصاب باسم الكنوز بمكناس..أوهم خياطة بقدرته على استخراج كنز ثمين مدفون بحديقة فيلا والدتها

تم النشر بتاريخ 24 فبراير 2025 على الساعة 18:21
جريدة العاصمة / خليل المنوني
طوى القطب الجنحي التلبسي لدى المحكمة الزجرية بمكناس، بعد المداولة في الملفات الجاهزة المدرجة أمامه بجلسة يومه الإثنين، 24 فبراير الجاري، صفحات ملف مثير للغاية، توبع فيه راق في حالة اعتقال، من أجل جنحة النصب، طبقا للفصل 540 من القانون الجنائي، وعاقبه بعشرة أشهر حبسا نافذا، مع تغريمه ثلاثة آلاف درهم، إذ ارتأى تمتيعه بظروف التخفيف، مراعاة لحالته العائلية والاجتماعية ولانعدام سوابقه القضائية.
وفي التفاصيل، يستفاد من محضر الضابطة القضائية، المنجز من طرف فرقة محاربة الجريمة المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمكناس، أن القضية أثيرت عندما تقدمت صاحبة محل لخياطة الملابس التقليدية للنساء بشكاية مباشرة إلى وكيل الملك بابتدائية مكناس، تعرض فيها أنها وقعت ضحية عملية نصب واحتيال مكتملة الشروط والأركان من طرف راق تعرفت عليه صدفة عبر الفضاء الأزرق، موضحة أن المعني بالأمر أخبرها أنه يعمل معالجا روحانيا ذائع الصيت على الصعيدين المحلي والوطني، ما جعلها تفاتحه في شأن والدتها الستينية، التي كانت تعاني من مرض الوسواس القهري، قبل أن تقترح عليه فكرة علاجها، الشيء الذي استجاب له على الفور، مؤكدا لها أنه سيقوم بمعالجتها عن بعد بواسطة حصص الرقية الشرعية، وذلك عن طريق مدها برسائل صوتية عبر تطبيق(الواتساب)، بعدما أخبرها أنه يتعذر عليه التنقل من ورزازات إلى العاصمة الإسماعيلية بسبب بعد المسافة بين المدينتين. وبناء على طلبه أرسلت له مبلغ 5000 درهم عبر إحدى وكالات تحويل الأموال بشارع محمد السادس بمكناس، وقد صادف ذلك تماثل والدتها للشفاء بعد حصتين فقط، ما جعلها تصدق قدرته الفائقة على العلاج بالرقية الشرعية.
وأوضحت الخياطة أنها ظلت تتواصل هاتفيا مع المتهم ليخبرها ذات يوم أن فيلا والدتها تحتوي على صناديق حديدية قديمة تضم كميات كبيرة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة، مدفونة تحت أرض حديقة الفيلا، وأن هذا الكنز يحرسه الجن والعفاريت، يتوجب إزاحتهم توفير عينات مختلفة من البخور الإماراتية باهظة الثمن، موهما إياها أنها ستجني أموالا كثيرة من وراء ذلك، واتفق معها على أن تسلمه نسبة (30% ) من الذهب والأحجار الكريمة، موهما إياها أن استخراجها يجب أن يكون ليلة الخميس/ الجمعة من كل أسبوع لأن تلك الليلة ليلة نوم الجان، قبل أن يطلب منها أن ترسل له 15 ألف درهم لاقتناء البخور، وهو الطعم الذي ابتلعته بكل سهولة.
وأضافت الخياطة المنصوب عليها أن الراقي كان يبعث لها، عبر تطبيق(الواتساب)، مجموعة من الصور لصناديق حديدية كبيرة الحجم تضم مبالغ مالية وحليا ومجوهرات، مصحوبة بتعاليق يوهمها من خلالها أن الأمر يتعلق بكنز دفين هو من قام باستخراجه من إحدى الضيعات الفلاحية بمنطقة أولاد تايمة، ساعتها أيقنت أنها وقعت ضحية عملية نصب، بعدما تبين لها أن تلك الصور تتداول على نطاق واسع عبر موقع (يوتوب).
باشرت فرقة محاربة الجريمة المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمكناس، بحثها في القضية بتوجيه انتداب قضائي إلى إدارة وكالة تحويل الأموال، من أجل معرفة هوية ساحب الحوالتين الإلكترونيتين، اللتين بعثتهما الخياطة الضحية للراقي المزعوم، فتبين أن الساحب لم يكن سوى المتهم(ياسين اليعقوبي)، من مواليد 19 شتنبر 1987، الذي جرى اعتقاله بمسقط رأسه بمدينة سيدي قاسم، بعد تحديد عنوان مقر سكناه.
