الحبس لمهاجر نصب على الراغبين في الهجرة

تم النشر بتاريخ 11 فبراير 2025 على الساعة 13:31

جريدة العاصمة / خليل المنوني

طوى القطب الجنحي التلبسي لدى المحكمة الزجرية بمكناس، وهو ينظر في الملفات الخضراء المدرجة أمامه في جلسة، أمس الإثنين، عاشر فبراير الجاري، صفحات ملف مثير، توبع فيه في حالة اعتقال، مهاجر مغربي متقاعد، من أجل جنحة النصب، طبقا للفصل 540 من القانون الجنائي.
وقضت هيأة المحكمة، بعد المداولة في آخر الجلسة التي امتدت حتى الساعة الخامسة عصرا، المهاجر الستيني(عبد القادر العرفاوي)، الذي اشتغل لأزيد من ثلاثين سنة في مجال البناء بالديار الفرنسية، بعشرة أشهر حبسا نافذا، مع تغريمه خمسة آلاف درهم، إذ ارتأت تمتيعه بظروف التخفيف، مراعاة لحالته العائلية والاجتماعية ولانعدام سوابقه القضائية.

وشكل المتهم، من مواليد 1958 بسوق أربعاء الغرب، متزوج وأب لخمسة أبناء، موضوع مذكرة بحث وطنية من أجل جنحة تعدد قضايا النصب والاحتيال، عممتها في حقه المصالح الأمنية بمكناس، بناء على تعليمات وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالعاصمة الإسماعيلية، بعدما توارى عن الأنظار لأزيد من ثمانية أشهر، منذ أن بلغ إلى علمه أنه مطلوب للعدالة، قبل أن تتمكن الشرطة القضائية بولاية أمن مكناس من اعتقاله بالقرب من إحدى الأسواق الممتازة بالمدينة، وذلك بدلالة من أحد الضحايا، الذي صادفه وهو يقوم بعملية التبضع من السوق المذكورة.

وأفادت مصادر”جريدة العاصمة” أن القضية تفجرت عندما بدأت الشكايات تتقاطر على المصالح الأمنية بمكناس، تقدم بها العديد من الشباب العاطلين عن العمل، ضمنهم حملة شواهد عليا، يعرضون فيها أنهم وقعوا ضحايا عملية نصب واحتيال مكتملة الشروط والأركان من قبل صاحب المهاجر الستيني.
وأوضح المشتكون، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 26 و31 سنة، أن المهاجر المغربي باع لهم وهم الهجرة إلى الضفة الأخرى، إذ أخبرهم أنه سيعمل، بناء على علاقات وطيدة بمزارع فرنسي، على توفير عقود عمل للراغبين في الاشتغال مياومين بالضيعات الفلاحية بفرنسا، مقابل 80 ألف درهم لكل واحد منهم، إذ أخطرهم أنهم ملزمون بدفع نصف المبلغ تسبيقا، قبل القيام بالإجراءات الإدارية اللازمة، مقابل التزامه بإبرام عقود دين معهم بقيمة المبلغ نفسه، على أن يدفعوا الشطر المتبقي، وقدره 40 ألف درهم، بعد توصلهم بعقود العمل. وأفاد الضحايا أن المعني بالأمر أخبرهم أن هذه العقود سيتم إنجازها في ظرف زمني لا يتعدى شهرا واحدا كحد أقصى، وذلك من تاريخ توصل المزارع الفرنسي بالوثائق الإدارية الخاصة بهم، وهو الطعم الذي ابتلعوه بكل سهولة.

ظل الراغبون في الحصول على العقود في “قاعة انتظار الريح” لأزيد من ستة أشهر، دون أن تتحقق أحلامهم، ما جعلهم يطالبون المشتكى به بإرجاع المبالغ المالية التي تسلمها منهم، لكن بدون جدوى، ساعتها أيقنوا أن المتهم باع لهم وهم الهجرة.

ولأن شهية نصبه ظلت مفتوحة لالتهام الأخضر واليابس، لم يجد المهاجر، أدنى صعوبة في الإيقاع بضحايا آخرين، في شخص شقيقين يبلغان من العمر 27 و33 سنة، يتحدران من بلدة مولاي إدريس زرهون، باعهما هذه المرة وهم التوسط لهما في الحصول على عقدي عمل للاشتغال مياومين بالضيعات الفلاحية بإيطاليا، وهو الطعم الذي ابتلعاه بلهفة كبيرة.

 

وصرح الشقيقان، أحدهما حاصل على شهادة الإجازة في الأدب العربي، ويشتغل مدرسا للغة العربية بإحدى المؤسسات الخصوصية بمكناس، أن المتهم طلب منهما مده بمبالغ مالية لتأمين مصاريف تجهيز الملفات والوثائق الخاصة بالحصول على طلب التأشيرة، وهو الطلب الذي استجابا له دون تردد، اعتقادا منهما أن الحظ لا يأتي إلا مرة واحدة في العمر، وأن عليهما عدم تضييع هذه الفرصة الذهبية، غير أن حلمهما في الهجرة تبخر.

SAADI
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق