لماذا يدافع عبد الواحد الأنصاري على المعرض الفاشل بمكناس ؟ و العاصمة تتساءل عن حقيقة الأرقام المعلنة من قبل نائبة رئيس الجهة

تم النشر بتاريخ 7 فبراير 2025 على الساعة 0:11
جريدة العاصمة
عرف المعرض الجهوي التضامني للصناعة التقليدية بمكناس حسب مراقبين هفوات كبيرة تعبر عن ضعف الإحترافية في تسيير و تدبير و إدارة مثل هذه المعارض التي يتم تمويلها من المال العام ، والشاهد على ذلك شهادات من العارضين والزوار و من فعاليات مدنية، وهو ما تناولته جريدة العاصمة على مدار أيام المعرض، لتكشف جانبا آخر من جوانب الفشل والتي يحاول البعض إخفاءها ووضع مساحيق للتغطية عليها، وكان رد الأستاذ عبد الواحد الأنصاري رئيس مجلس الجهة عبر تسخيره مصطلح” التبخيس” كافيا ليوضح الإرتباك، ويؤكد أن الصور والمقالات التي نشرتها جريدة العاصمة كانت بالحجة والدليل بدون زيادة ولا نقصان، في الوقت الذي كان على الأستاذ عبد الواحد الأنصاري أن يتجاوز الرد على الصحافة و يؤكد أنه سيتم تجاوز المعوقات والأخطاء لتجويد مثل هذه المعارض، إلا أن رئيس الجهة ربما يرى بنظارات أخرى و يدافع عن هذا المعرض الذي اعتبره كثيرون فاشلا، “فشل” في التوقيت و الإشهار و الإطعام و في تقديم منتوجات مغربية جديدة في الصناعة التقليدية، وهنا التساؤل عن ماذا يدافع رئيس مجلس الجهة؟.
في هذا الصدد وعلى هامش لقاء أجراه اليوم كاتب الدولة في الصناعة التقليدية بفاس، صرحت نائبة رئيس الجهة، خديجة حجوبي بأرقام يصعب تصديقها ، فعلى صعيد عدد الزوار أكدت البرلمانية عن الأصالة والمعاصرة، أن العدد وصل إلى 130الف زائر، وهو رقم حسب مراقبين يستحيل تحقيقه لعدة أسباب منها، أن يومين من المعرض هطلت فيهما الأمطار بغزارة بمكناس، بالإضافة إلى تصريحات بعض العارضين عن قلة توافد الزوار إلا في أيام السبت والأحد، وفي عملية حسابية بسيطة لتوضيح هذا الأمر، انطلق المعرض يوم 31 يناير 2025، والتصريح تم اليوم 6 فبراير 2025، بمعنى أنه في 6 أيام زار المعرض 130 ألف زائر، وإذا قسمنا عدد الزوار على عدد الأيام فالمحصلة هي بمعدل 21 ألف زائر يوميا، وهو رقم مبالغ فيه شكك فيه متخصصون في تصريحات لجريدة العاصمة حيث اعتبروه رقما مبالغا فيه و لا يمت بصلة على ما تم معاينته على أرض الواقع.
و صرح مصدر خاص للعاصمة، أن الرقم المعلن مبالغ فيه، لا يمكن أن يصدقه عاقل، و أنه حتى في لقاءات ديربي النادي المكناسي مع المغرب الفاسي، لا يحضر هذا الرقم إلى مدرجات الملعب الشرفي لمشاهدة مباراة لكرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وأضاف نفس المصدر، أن هناك معارض دولية كبرى بالرباط والدار البيضاء لم تسجل هذه الأرقام، وتساءل كيف تم اعتماد هذه الأرقام وادخالها لدماغ شخص عاقل، والتي تستوجب لوجيستيك ضخم من مرائب سيارات ومرافق، لكن بالمقابل لوحظ خلو جنبات المعرض من سيارات وتجهيزات تحيل أنها قادرة على تحقيق مثل هذه الأرقام.
وفي السياق ذاته أعلنت نائبة رئيس مجلس الجهة، عن رقم معاملات حددته في مليار و 300 مليون سنتيم ، وهو رقم اعتبره مراقبون لايمكن تحقيقه، إن لم نقل تعبيرا آخر أكثر قسوة، ” زدتو فيه”، فهذا الرقم معناه في المتوسط الدخل أن كل عارض سيربح 10 مليون سنتيم على الأقل وفي أضعف الإحتمالات، في حين صرح مراقبون بسخرية ان العارضين “غناهم الله” في هذا المعرض الجهوي، متسائلا هل تم إخبار إدارة الضرائب بهذه المداخيل الضخمة، معتبرا أنه بهذا المعنى الصانع التقليدي” ما يخدمش العام كامل” يدير معرض واحد أو يمشي ينعس”، هذه الأرقام تطرح العديد من التساؤلات والشكوك والمضي في سياسة ” العام زين” والكرة في ملعب العارضين هل جنيتم فعلا هذه المبالغ؟
جدير بالذكر أن فعاليات هذا المعرض الجهوي التضامني للصناعة التقليدية بجهة فاس-مكناس نظم على مساحة 5000متر مربع مغطاة، شارك فيها 320 عارض وعارضة ،أغلبها من أقاليم الجهة التسعة ، وبعض التعاونيات من خارج الجهة كالعيون وتارودانت خصص لهم 160 رواقا بالإضافة إلى قطب دولي يحتضن أروقة بعض الشركاء الدوليين كالصين والأردن والبحرين والسينغال.
