المنتخب المغربي.. من العشوائية إلى التألق في دوري الملوك

تم النشر بتاريخ 9 يناير 2025 على الساعة 11:37

جريدة العاصمة / ادريس بنسيد طالب صحفي متدرب

 

بدأ المنتخب المغربي مشواره في دوري الملوك بأداء وصفه المتابعون بـ”العشوائي”، في ظل غياب الانسجام بين اللاعبين وتأخر واضح في بناء الهجمات، هذا الأداء المتواضع كلف الفريق خسارة أمام كولومبيا في المباراة الأولى، حيث بدا وكأن المنتخب يفتقر إلى هوية لعب واضحة، مما أثار الكثير من التساؤلات حول مدى جاهزية الكتيبة الوطنية لهذه البطولة.

 

لكن كرة القدم علمتنا أن الأداء لا يحسم منذ البداية، بل يحتاج إلى وقت وإعادة ترتيب الأوراق، وهذا ما حدث مع المنتخب المغربي في مباراته الثانية أمام أوكرانيا، التي شكلت نقطة تحول حاسمة. بفضل تدخلات المدرب مجيد الخال، عادت الكتيبة إلى الانضباط، حيث تم تصحيح الأخطاء الدفاعية والاعتماد على خطة أكثر توازنا، قادها اللاعب الراقي في الدفاع، والحارس مروان مزيريرا الذي كان جدارا منيعا.

 

كما أنه منح الثقة للثنائي فؤاد العمراني ونادر لواح ساهم في خلق ديناميكية هجومية ودفاعية مميزة، لم تتوقف التحسينات عند هذا الحد، إذ بدأ اللاعب سعود بترك بصمته الفنية على أداء الفريق، بينما ركز حدراف على تحسين أدائه داخل الميدان بدلا من الانشغال بالعوامل الخارجية، في حين تألق مهدي العمري في أوقات حاسمة لتأمين النتائج وتعزيز حظوظ المنتخب.

 

أوج الأداء المغربي كان في المباراة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر أحد أقوى فرق البطولة، اللقاء كان بمثابة اختبار حقيقي لجاهزية المنتخب، وانتهى بتعادل مثير 7-7، الحسم جاء عبر ركلات الترجيح، حيث أظهر اللاعبون هدوءا وثقة سهلت عليه مأمورية حسم المواجهة لصالحهم.

 

اليوم، وبعد هذا التحول الكبير، يجد المنتخب المغربي نفسه في نصف نهائي البطولة، في مواجهة كولومبيا، الخصم الذي ألحق به خسارة قاسية برباعية في اللقاء الافتتاحي، التحدي الآن ليس فقط في الثأر من تلك الهزيمة، بل في الحفاظ على الروح الجماعية والقتالية التي أوصلت الفريق إلى هذه المرحلة.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق