”بطاقة الملاعب”… القطع مع زمن الفوضى والتسيب في القطاع الرياضي وتعزيز الاحترافية

تم النشر بتاريخ 9 ديسمبر 2024 على الساعة 16:49

جريدة العاصمة / خليل المنوني

انطلق العمل بصفة رسمية، منذ قرابة شهر، بنظام ” بطاقة الملاعب”، التي أفرجت عنها الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، بمعية كل من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الوطنية الاحترافية للعبة،في قرار جريء وشجاع للقطع مع زمن الفوضى والتسيب في القطاع الرياضي، فضلا عن تعزيز الاحترافية من خلال التأطير المهني للصحفيين والمراسلين والمصورين، على حد سواء.

 

وتضمن”بطاقة الملاعب”، باعتبارها الأداة الوحيدة التي تمنح الصحفيين الرياضيين المهنيين المؤهلين حق ولوج الملاعب الوطنية والقاعات الرياضية، (تضمن)القيام بتغطية مباريات البطولة الاحترافية ومنافسات كأس العرش، بوجه يعزز مصداقية وجودة التغطيات الإعلامية.

 

كما أن هذه البطاقة تمكن من وضع آلية موحدة وشفافة لولوج الصحفيين المهنيين إلى الملاعب على امتداد جغرافية وتراب المملكة المغربية، بشكل يحفظ لهم كرامتهم وسمعتهم وهيبتهم.

وتمثل هذه المبادرة، التي تم الإعلان عنها بشكل رسمي، خلال لقاء إعلامي، نظم في وقت سابق، بأحد الفنادق المصنفة بالعاصمة الاقتصادية البيضاء، بحضور مسؤولين من قطاع الإعلام والرياضة، لحظة فارقة في تاريخ الإعلام الرياضي الوطني، الذي يعيش منذ عقود مشاكل كثيرة ومتنوعة، ويتحكم فيه أشخاص طالما استفادوا من “ريعه” وجعلوه بمثابة “عقارات وممتلكات” حفظت بأسمائهم، وربما سيرثها أبناءهم من بعدهم.

وجاءت هذه الخطوة لتؤرخ للحظة تاريخية وحاسمة في مجال الصحافة الرياضية المغربية، وذلك بهدف توحيد الصفوف وتنظيم القطاع، كما أنها تمثل فرصة ضرورية للقطع مع عهد التشويش والتطفل والتسلق في سلالم العبث، علاوة على أنها بادرة لرد الاعتبار للصحفي الرياضي المهني وصون وحفظ كرامته وضمان حقوقه.

 

لذلك، كان الأستاذ إدريس شحتان، رئيس الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، محقا وصريحا عندما أكد أمام الجميع، وبلهجة شديدة وقوية، “أن مكونات الجمعية جاءت لتنقية الساحة الإعلامية الرياضية من الشوائب والصور المشينة التي باتت لصيقة بها، وأنه مستعد للذهاب بعيدا في مسار الإصلاح، غير آبه ولا مكترث بالعراقيل والحواجز، التي تنصب له في الطريق من طرف رؤساء جمعيات رياضة، يرفضون فكرة تنظيم القطاع”.

 

وفي الاتجاه نفسه، سار الأستاذ يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة، حينما ثمن هذه المبادرة وأبرز ضرورة الالتزام بالمعايير المهنية لمواكبة التطورات العالمية.

 

جدير بالذكر أن”بطاقة الملاعب”، التي تعد بداية لتحسين العلاقة بين الإعلام والرياضة في المغرب، ورفع مستوى الوعي بأهمية دور الإعلام في النهوض بالمجال الرياضي، تشمل رقاقات إلكترونية لضمان المصداقية ومنع التزوير، في خطوة تهدف إلى توفير بيئة عمل منظمة وآمنة للصحفيين داخل الملاعب الوطنية.

انطلق إذن من محطات الملاعب الوطنية بربوع المملكة المغربية الشريفة قطار”تي جي في” التغيير والقطع مع كل أشكال الفوضى والتسيب في مجال الصحافة الرياضية الوطنية، وما على طوابير الراغبين في اللحاق به وتأثيث مقاعده إلا حجز تذاكر”بطاقة الملاعب”، لأنها الوسيلة الوحيدة التي تضمن لهم حق تخطي عتبات مقصوراته. وعلى من تمادى في عناده وركوب رأسه دون روية إلا امتطاء ظهر سلحفاة أكيد أنها لن توصله مقصده حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق