هل يستثمر الوزير برادة نجاحاته المهنية للنهوض بقطاع التعليم..؟ أخنوش دفع بأقوى أوراقه الحزبية لإسكات الخصوم

تم النشر بتاريخ 27 نوفمبر 2024 على الساعة 13:16

جريدة العاصمة

“العبرة بالخواتم”، هكذا فضلت المصادر المقربة أن تعلق على انتقادات المعارضة الموجهة إلى محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في الصيغة المعدلة لحكومة أخنوش، مشيرة إلى أن الوزير الجديد الذي يحظى بثقة كبيرة من جهة أخنوش “لا يلوك الكلام، لكنه يجيد الفعل وتحقيق النتائج”، وهي الثقافة ذاتها السائدة في أوساط رجال المال والأعمال.

فقه الواقع

في المقر المركزي لحزب التجمع الوطني للأحرار هناك تأكيد على أن الوزير برادة ساهم بقوة في صنع النجاح الانتخابي الباهر لحزب “الحمامة” في انتخابات ٨ شتنبر ٢٠٢١، والتي جعلته يحتل الصدارة ومهدت الطريق أمام رئيس الحزب، عزيز أخنوش لرئاسة الحكومة. “هو مهندس قناطر، لكنه أيضا مهندس انتخابات”. بالنسبة لقيادات التجمع الوطني للأحرار، فإن برادة أثبت كفاءته في تحليل الوضع وقراءة الأرقام والعمل بناء عليها لتحقيق النتائج.

 


ونجح ابن عين ازليطن بفاس العتيقة في كسب ثقة رئيس الحزب، عزيز أخنوش، ما جعل هذا الأخير يراهن عليه في صنع الفارق في قطاعي التعليم والرياضة بعد تعيين الوزير السابق، شكيب بنموسى مسؤولا أولا عن المندوبية السامية للتخطيط، من العمر القصير المتبقي من الولاية الحكومية الحالية. والأمر يتعلق بالنسبة لأخنوش بـ”ورقة قوية ورابحة” لـ”صنع بصمة واضحة” في قطاع اجتماعي وازن.

“العبرة بالخواتم”

هل نجحت المعارضة بمجلس النواب في تسجيل أهداف سياسية صغيرة في مرمى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بمناسبة مشاركته في جلسة الأسئلة الشفوية لبرلمان الطفل؟ في بعض وسائل الإعلام، فالمتابعة التي تعتمد على الإثارة والتضخيم، ترمي إلى صنع مشاهدات ومتابعات. ومن جهة المعارضة، فالغرض هو أن ترفق المواكبات الإعلامية بعبارة “إحراج” مفترض للوزير.

لكن من جهة الوزير سعد برادة الذي تسلم حقيبة قطاع وازن في الصيغة المعدلة لحكومة أخنوش، خلفا للوزير السابق، شكيب بنموسى، فإنه ليس هناك أي إحراج. مصدر مقرب قال لـ”العاصمة” إن سعد برادة، القادم من عالم المال والأعمال، وخريج مدرسة القناطر بباريس، والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، لا ينتمي إلى الثقافة التي تفرض على المسؤول أن يتحدث في كل شيء دون أن يقول أي شيء، فقط لملء الفراغ، باستعمال لغة الخشب.


عندما طرحت عليه أسئلة تتعلق بملف التعليم الأولي وأوضاع المشتغلين فيه، رد دون مواربة، بأنه استمع للأسئلة باهتمام وسيدرسها في أفق الرد عليها قريبا. المصدر الذي تفاعل مع “العاصمة” حول مقاربة الوزير برادة، اعتبر أن الأمر لا يتعلق برد لـ”التهرب” من الجواب، ولكن بمقاربة تربط القول بالفعل، وتراهن أكثر على الفعل أكثر من القول. وفي هذا التوجه، يحتاج اتخاذ القرار إلى إلمام كبير بالموضوع في كل تفاصيله وأبعاده. و”ملف التعليم الأولي واحد من الملفات الحارقة في قطاع التعليم”.

مهندس قناطر

بنى الوزير محمد سعد برادة، والذي ينحدر من مدينة فاس، مجده في عالم المال والأعمال، لكنه اقتحم أيضا عالم السياسة من باب حزب التجمع الوطني للأحرار، وأهلته معايير الكفاءة والاستحقاق والحضور الميداني لشغل عضوية المكتب السياسي لحزب “الحمامة”. وما يجهله الكثيرون أن برادة ساهم ضمن عمل فريق، في صنع النجاحات الانتخابية للحزب في محطات سابقة، ومن أبرزها محطة 8 شتنبر 2021.


قبل توليه المسؤولية الحكومية، كان برادة يشغل عضو إدارة شركة إدارة شركة “TGCC” المتخصصة في الأشغال العمومية. كما كان المسؤول الأول بشركة “MICHOC” للحلويات الصلبة والشكولاتة. وكان وراء تسيير شركة “Safilait” المتخصصة في صناعة منتجات الحليب ومشتقاته.

في نظر منتقدين، فإن هذا المسار بعيد عن قطاع التعليم، ويصعب أن ينفع في تحقيق إنجازات. لكن بالنسبة لحزب التجمع الوطني للأحرار، فإن برادة استطاع أن يبصم في مساره على النجاح. وعندما طرح سؤال من هذا القبيل على الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في إحدى ندواته الصحفية الأسبوعية، حسم الجدل، وأكد على أن المسؤولية الوزارية هي في نهاية المطاف مسؤولية سياسية، وأشهر مسارات وزراء ناجحين دون أن يكون لهم أي ارتباط مهني بالقطاع الذي يشرفون عليه.

وبكل تأكيد، سيواصل الوزير برادة تنزيل خارطة الطريق المرتبطة بإصلاح قطاع التعليم، والتي تتضمن 12 التزاما حكوميا من أجل “مدرسة عمومية ذات جودة”. ومن أبرز الالتزامات، تسريع وثيرة تنزيل مشروع مدارس الريادة، وفي الطريق هناك ملفات يجب أن تحظى بالطي النهائي في إطار الحوار الاجتماعي القطاعي، لتمكين شغيلة التعليم من العمل إطار الحوار الاجتماعي القطاعي، لتمكين شغيلة التعليم من العمل في أجواء محفزة.

القطار السريع

لكن التعليم ليس وحده الأساسي في رهانات الوزير برادة. فهناك قطاع الرياضة وما يرتبط به من تجهيزات وبنيات استقبال لربح رهانات تظاهرات قارية ودولية كبيرة قرر المغرب الانخراط فيها، ومن أبرزها كأس الأمم الإفريقية لسنة 2025، واحتضان “مونديال 2030″، إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال. ليس هذا فحسب، المصادر التي تحدثت لـ”العاصمة” أشارت إلى ضرورة تفعيل استراتيجيات النهوض بالألعاب الفردية والجماعية، في سياق الضجة التي أثارتها الحصيلة المتواضعة للمشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية في دورة باريس الأخيرة.


“إنه رجل مولوع بركوب القطاع السريع”، ليست الملاحظة تافهة في مسار برادة، كما تشرح المصادر. إنها تلخص حشو الكلام في قضية ربح الزمن السياسي وعلاقته بالإنجازات. فعامل الوقت حاسم في اتخاذ القرارات، وهو أيضا حاسم في تنزيلها على أرض الواقع.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق