جريدة العاصمة
أثار قرار مجموعة اتصالات المغرب الأخير، المتعلق باعتماد هوية بصرية جديدة واستبدال لونها الأزرق التاريخي باللون الأحمر، موجة واسعة من الانتقادات في صفوف المستهلكين المغاربة، ويرى المنتقدون أن هذا التغيير، الذي يأتي تحت إدارة الرئيس الجديد محمد بنشعبون، هو مجرد خطوة تجميلية لا تعالج الأزمات البنيوية العميقة التي تعاني منها الشركة.
فبينما تُركز الإدارة على حملة واسعة لتغيير الشعارات واللافتات على مستوى الوكالات والمدن، يؤكد الزبناء أن أولويات الشركة مقلوبة، إذ تم منح الاهتمام للمظهر الخارجي واللون، على حساب جوهر الخدمة، جودتها، والاستجابة الفعالة لانتظاراتهم، وتُعيد هذه الخطوة طرح التساؤل حول ما إذا كان هدف بنشعبون هو تلميع الصورة الخارجية للشركة بدل الانخراط في إصلاح حقيقي لجودة الاتصالات.
ولم يقتصر الجدل على رمزية الهوية الجديدة، بل امتد ليطال التكلفة المالية لعملية التعميم الوطني لهذا الشعار، خاصة في ظل صمت رسمي بخصوص الميزانية المخصصة، ويُشير مراقبون إلى أن صرف مبالغ ضخمة على عملية تغيير بصري، في وقت لا يزال فيه ملايين الزبناء يواجهون نفس الأعطاب اليومية، من صبيب إنترنت متذبذب، وضعف التغطية في مناطق شاسعة، وارتفاع أسعار الخدمات، هو سوء تقدير للأولويات، وتُطالب أصوات عديدة بتوجيه هذه الأموال نحو تحسين البنية التحتية للشبكة، توسيع التغطية، وتطوير خدمة الزبناء التي تُعد نقطة ضعف رئيسية، مؤكدين أن المستهلك المغربي لم يكن ينتظر لونًا جديدًا، بل عروضًا عادلة وصبيبًا يواكب المعايير الدولية.
ويجمع متابعون للشأن التقني على أن المشكلة لا تكمن في تحديث الهوية بحد ذاته، بل في تقديمها كبداية لمرحلة جديدة، في غياب أي مؤشرات فعلية على الأرض تُثبت هذا الادعاء. فالشعار الجديد، بحسب المنتقدين، لا يرفع سرعة الإنترنت، ولا يحسن التغطية، ولا يخفّض الأسعار المرتفعة، وتبقى الأسئلة الجوهرية عالقة تنتظر جوابًا واضحًا من اتصالات المغرب، فما الجدوى من حملة بصرية واسعة بينما التجربة اليومية للمستخدمين لا تتغير؟ وهل من المنطقي إعطاء الأولوية لتغيير ألوان الواجهات بدل معالجة اختلالات البنية التحتية؟ ويُؤكد الزبناء أن التغيير الحقيقي الذي سيُستعيد ثقتهم يجب أن يكون ملموسًا في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الوعود البصرية وحملات التسويق.

