تازة.. جماعة غياثة الغربية سرعة عكسية و استثناء مُقلق في مسيرة التنمية

جريدة العاصمة

بينما تشهد مناطق واسعة من المملكة تقدماً بوتيرة متسارعة، تبدو جماعة غياثة الغربية بإقليم تازة وكأنها تسير في اتجاه معاكس للتنمية الشاملة، ففي الوقت الذي تتجه فيه باقي الجماعات نحو تحسين البنية التحتية وتسريع وثيرة الإنجاز، يواجه جزء من تراب هذه الجماعة تراجعاً مبيرا يهدد بعزل عشرات الدواوير، ويضع علامات استفهام كبرى حول التخطيط المحلي والبرامج التنموية المعتمدة، هذا التباطؤ، الذي يصل حد التقهقر، يرسخ واقعاً مريراً لساكنة تطمح إلى الانخراط في ركب المغرب المتقدم.

 

واتجلى أبرز ملامح هذا التراجع في وضعية طريق رئيسية حيوية، كان يُفترض أن تكون شرياناً للحياة، حيث تشير صور توصلت بها جريدة العاصمة ومعطيات تشير إلى أنها كانت معبدة ومؤهلة للاستعمال في القرن الماضي، اليوم، تحولت هذه الطريق، التي تربط عشرات القرى والدواوير ببعضها البعض، إلى مجرد مسلك مهمل ومهمش، الأهمية الاستراتيجية لهذه الطريق لا تقتصر على فك العزلة الاجتماعية والاقتصادية عن ساكنة المنطقة فحسب، بل تمتد لتشمل ربطها بالمنتزه الوطني تازكة، وهو ما كان يؤهلها لتكون معبراً سياحياً وبيئياً بامتياز، ومحركاً للتنمية المحلية.

Ad image

 

في ذات السياق أكدت فعاليات مدنية أن حالة التدهور التي وصلت إليها هذه الطريق تفرض على الجهات المسؤولة، محلياً وإقليمياً ومركزياً، التدخل العاجل لوضع حد لهذا التدهور غير المبرر، و استعادة تعبيد وصيانة هذا المسار الحيوي لم يعد مطلباً تنموياً عادياً، بل أصبح ضرورة قصوى لضمان حق الساكنة في التنقل الآمن، وتحقيق العدالة المجالية، كما أن تأهيل الطريق يُعد خطوة أساسية لاستغلال المؤهلات الطبيعية والسياحية الهائلة للمنطقة وربطها بالمنتزه الوطني تازكة، مما سيسهم حتماً في إطلاق عجلة التنمية وإنهاء حالة السرعة العكسية التي تعيشها جماعة غياثة الغربية.

شارك المقال :
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *