جريدة العاصمة
شهدت مناطق واسعة من المملكة خلال الساعات الماضية تساقطات مطرية قوية وعاصفية، شكلت منعطفاً إيجابياً طال انتظاره، خاصة في ظل سنوات من الجفاف. هذه الأمطار، التي وصفت بالغزيرة في بعض الأحيان، لم تجلب معها البهجة والسرور لعموم المواطنين فحسب، بل مثّلت دفعة حيوية وضرورية لقطاع الفلاحة، الذي يعتبر من الأعمدة الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث سارع الفلاحون، الذين كانوا يترقبون هذا الغيث، إلى التحضير والشروع في عمليات الحرث والزرع، لإنقاذ الموسم الزراعي المتأخر.
الانتشار الجغرافي لهذه التساقطات كان واسعاً ومؤثراً، حيث شملت العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة جهات استراتيجية كـالرباط-سلا-القنيطرة والدار البيضاء-سطات وطنجة-تطوان-الحسيمة، بالإضافة إلى مناطق داخلية عانت بشدة من ندرة المياه، أبرزها جهة درعة-تافيلالت وبالخصوص إقليم الرشيدية، و جهات الشرق وفاس-مكناس، وقد عاشت مدن مثل الرشيدية، الريش، طنجة، تطوان، خنيفرة، مريرت، وجرادة ليالي ماطرة قوية أثلجت صدور الساكنة. هذا التوزيع الجغرافي يبعث على التفاؤل بتحسن كبير في منسوب المياه السطحية والجوفية، مما يقلل من حدة الضغط على الموارد المائية.
في سياق متصل، أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية توقعاتها لليوم التالي، مشيرة إلى استمرار فرص هطول أمطار ضعيفة ومتقطعة على مناطق الشمال الغربي والريف الغربي، وستبقى الأجواء غائمة جزئياً على السهول الشمالية والوسطى المطلة على المحيط الأطلسي، مع احتمال تشكل سحب منخفضة وضباب محلي على السهول الأطلسية في الصباح والليل، أما على مستوى درجات الحرارة، فمن المرتقب أن تشهد الأطلس بعض الارتفاع خلال النهار، بينما تتراوح الصغرى ما بين 3 و 8 درجات بمرتفعات الأطلس، وما بين 14 و 18 درجة بباقي الجهات، مع تسجيل هبات رياح قوية نسبياً صباحاً بمرتفعات الأطلس المتوسط والريف.

