جريدة العاصمة
تجددت المطالب بمدينة فاس بضرورة الإسراع في إنشاء مراحيض عمومية في مختلف الأماكن العامة والمحاور الرئيسية بالمدينة، مشددة على أن هذا المطلب أصبح ضرورة قصوى لا تليق بغيابها عاصمة روحية وتاريخية بحجم فاس في القرن الواحد والعشرين. ويأتي هذا النداء من فعاليات محلية تستغرب من استمرار هذا الإشكال في وقت تستعد فيه المدينة لاحتضان استحقاقات وتظاهرات دولية وقارية، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى جاهزية البنية التحتية الأساسية لاستقبال الزوار والمشاركين.
ويُعدّ غياب هذه المرافق الصحية الأساسية مشكلاً بيئياً وحضارياً خطيراً، إذ يضطر المواطنون والزوار، في ظل انعدام بدائل، إلى قضاء حاجتهم في أماكن غير لائقة، مثل المقاهي، الساحات العمومية، وحتى على مستوى الأسوار التاريخية للمدينة العتيقة، هذه الممارسات، الناتجة عن النقص الحاد في المراحيض العمومية، لا تقتصر آثارها السلبية على تدهور المشهد العام وحسب، بل تتعداه لتشوه البيئة المعمارية والتراثية التي تتميز بها فاس، مما يقلل من جاذبيتها كوجهة سياحية عالمية.
وفي ضوء الاستعدادات للمناسبات الكبرى المرتقبة، تدعو الجهات المطالبة السلطات المحلية والمنتخبة إلى اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لتدارك هذا الخلل، مؤكدة على أن توفير المراحيض العمومية النظيفة والمتاحة في كل مكان يمر منه الإنسان هو مؤشر على التنمية الحضرية واحترام حقوق المواطن والزائر. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة استثمار في صورة المدينة وسمعتها على الصعيد الدولي، وخطوة ضرورية للحفاظ على جماليتها ونظافة فضائها العام.
