جريدة العاصمة
غرقت مجموعة من الأحياء التاريخية والحيوية بمقاطعة فاس المدينة، مساء أمس الخميس، في ظلام دامس نتيجة انقطاع شامل للتيار الكهربائي. وشمل العطل المفاجئ أحياء رئيسية ونشطة كرحبة التبن، وعقبة الفيران، وباب الجديد، وراس الجنان و رشم العيون ، بالإضافة إلى حي العيون والأحياء المتاخمة له، مخلفة حالة من القلق والاضطراب في مناطق ذات كثافة سكنية وسياحية عالية، وشكل هذا الانقطاع، الذي بدأ منذ ساعات المغرب، تهديداً مباشراً للأمن العام، لا سيما أن هذه الأحياء تضم عدداً كبيراً من دور الضيافة وتعرف حركة سياحية نشطة، مما يضاعف من مخاطر الحوادث الناجمة عن الگريساج والسرقة والمساس بسلامة الزوار والساكنة على حد سواء في ظل غياب الإنارة العمومية.
وقد أثار تجاهل المصالح المختصة بمقاطعة فاس المدينة لنداءات الاستغاثة وتأخرها في التدخل حفيظة ساكنة الأحياء المتضررة. فبالرغم من مرور وقت غير قصير على انقطاع الكهرباء، لم يسجل أي تحرك على الأرض لمعالجة المشكل واستعادة التيار، وهو ما فاقم من تذمر الساكنة التي وجدت نفسها في مواجهة ظلام دامس بمناطق حيوية. وتأتي هذه الأزمة الكهربائية لتسلط الضوء مجدداً على حالة البنية الكهربائية المتدهورة بالمدينة العتيقة، وتبرز الحاجة الملحة لتعزيز جودة الخدمات الأساسية وضمان استمراريتها في هذه المناطق التي تعتبر واجهة سياحية للمدينة.
في هذا السياق، وجهت الساكنة المتضررة طلبا المصالح المختصة بمقاطعة فاس المدينة مطالبينها بالتدخل الإنهاء معاناتهم، ووضع خطط استباقية تضمن عدم تكرار مثل هذه الانقطاعات، خاصة في مناطق تعد حساسة من الناحية الأمنية والسياحية، مشددين على أن استمرار تأخر الاستجابة سيقوض الجهود الرامية للحفاظ على الأمن والسلامة العامة في قلب فاس التاريخي.
