جريدة العاصمة
تشهد مدينة تازة تصاعدًا مقلقًا في هجمات الكلاب الضالة، التي تحولت إلى كابوس حقيقي يهدد حياة وسلامة سكانها، ففي حادثة مفجعة هزّت المدينة قبل أسبوع، تعرّض خمسة مواطنين، بالقرب من مسجد في منطقة أم القرى، لهجمات شرسة أسفرت عن إصابتهم بجروح بليغة في مختلف أنحاء أجسادهم، وقد أثارت هذه الواقعة استنكارًا واسعًا، لا سيما بعدما كشفت عن نقص خطير في الأدوية اللازمة، حيث اضطر ذوو الضحايا إلى شراء الحقن والمضادات الحيوية من صيدليات خارجية، في ظل غيابها التام بقسم الطوارئ في مستشفى ابن باجة الإقليمي، هذا الحادث ليس معزولاً، بل يأتي في سياق أزمة متفاقمة، إذ تشير تقديرات أولية إلى أن عدد ضحايا عضات الكلاب تجاوز الأربعين حالة خلال الأيام القليلة الماضية، ما يسلط الضوء على حجم الكارثة وتأثيرها المباشر على الأمن العام والصحة.
وفي رد فعل قوي على هذا الوضع، أصدر الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتازة بياناً نارياً، حمل فيه المسؤولية الكاملة للسلطات المحلية والجماعات الترابية. وأوضح البيان أن “تقاعس الجهات المسؤولة عن اتخاذ التدابير اللازمة للحد من انتشار الكلاب الضالة يمثل إخلالاً صارخًا بواجبها القانوني والأخلاقي في حماية المواطنين”. وشددت الجمعية على أن الحق في السلامة الجسدية حق أصيل يجب أن يُصان، وأن أي تقصير في هذا الجانب يُعتبر انتهاكاً لمبادئ حقوق الإنسان الأساسية.
وفي ختام بيانها، طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتدخل عاجل وفوري عبر خطة طوارئ شاملة. وتهدف هذه الخطة إلى جمع الكلاب الضالة وتوفير العلاج واللقاحات الضرورية لجميع الضحايا بشكل مجاني وفوري، إضافة إلى فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات ومحاسبة كل من تسبب في هذا الإهمال. كما دعت الجمعية المواطنين إلى التعاون والتحلي باليقظة والحذر، مع التركيز بشكل خاص على تأمين وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال والنساء، مؤكدة على ضرورة تضافر الجهود لإنهاء هذا الكابوس الذي يلاحق المدينة.

