جريدة العاصمة
أثارت عملية إنزال معدات ألعاب ترفيهية “لافوار” داخل حديقة الزهور في مقاطعة سايس بمدينة فاس جدلاً واسعًا واستياءً شعبيًا، حيث تحولت هذه الحديقة التي تُعد المتنفس الوحيد لساكنة المنطقة ومركزًا لإقامة صلاة العيد وملعبا لكرة القدم، إلى فضاء تجاري يفتقر للجمالية، و كشفت مصادر مطلعة لجريدة “العاصمة” عن وصول شاحنات محملة بالمعدات الثقيلة، في خطوة فاجأت الساكنة التي كانت تأمل في ترميم الحديقة وتحسينها لا تحويلها إلى فضاء للألعاب التجارية، خاصة مع قرب انطلاق الموسم الدراسي الجديد.
وتُطرح تساؤلات جدية حول الأسباب التي دفعت المسؤولين إلى اختيار هذا الفضاء الأخضر العمومي، الذي يمثل ملاذًا مجانيًا للعائلات والطلبة والتلاميذ، لتحويله إلى مشروع تجاري مدفوع الأجر، في ظل وجود بدائل أخرى كان يمكن تخصيصها لمثل هذه الأنشطة، متجاهلا بذلك الدور الأساسي للحدائق العامة و الفضاءات الخضراء في توفير بيئة ملائمة للساكنة، ويُظهر فشلاً في استغلال المساحات الخضراء بما يخدم الصالح العام للمواطنين.
وفيما كانت انتظارات الساكنة تتجه نحو صيانة شاملة للحديقة وتجويد مرافقها لتكون وجهة جذابة للزوار، جاء قرار تحويلها إلى “لافوار” ليُصدم الجميع، و يُنظر إلى هذا القرار على أنه استهانة بقيمة المساحات الخضراء ودورها في تعزيز الفضاءات البيئية بالمدينة، مما يهدد بتجريد المنطقة من أحد أهم معالمها البيئية والترفيهية، ويفتح الباب أمام مطالبات شعبية بضرورة مراجعة هذا القرار وإعادة الحديقة إلى وظيفتها الأصلية كفضاء طبيعي ومتنفس للساكنة فما رد المسؤولين على الساكنة؟
