جريدة العاصمة
تحولت مدرسة بئر أنزران في مكناسة الشرقية، بعد اعتماد نظام المدرسة الجماعاتية، إلى مسرح للتمييز الصارخ بين التلاميذ في ما يخص الاستفادة من خدمة المطعم المدرسي. فبينما يتم توفير وجبات الغداء للتلاميذ القادمين من الدواوير النائية عبر النقل المدرسي، يُحرم منها بشكل غير عادل أولئك الذين يسكنون في القرب من المدرسة، حتى وإن كانوا يقطعون مسافات طويلة سيراً على الأقدام للوصول إليها.
يخلق هذا التمييز وضعاً مأساوياً ومحبطاً، حيث يتناول بعض الأطفال وجبتهم داخل المطعم، بينما يُترك زملاؤهم الجياع ينتظرون في الخارج، يراقبون المشهد من بعيد، هذا التناقض الصادم لا يتماشى مع الأهداف التربوية والاجتماعية للمدرسة، التي من المفترض أن تكون فضاءً للمساواة والإنصاف.
في هذا الصدد طالبت فعاليات مهتمة بالشأن التربوي بضرورة إعادة النظر في المعايير المعتمدة للاستفادة من المطعم المدرسي، فالعدالة تقتضي أن تكون الوجبة حقاً لجميع التلاميذ بغض النظر عن بعد أو قرب مساكنهم، خاصة وأن هدف هذه الخدمة هو توفير التغذية اللازمة لجميع الأطفال لضمان تركيزهم وتحصيلهم الدراسي.

