بولمان..غابة مرموشة تحت تهديد النفايات

جريدة العاصمة

في قلب إقليم بولمان، وتحديدًا في منطقة إيموزار مرموشة، تبرز قضية بيئية خطيرة تلقي بظلالها على الثروة الغابوية للمنطقة. فبينما يمنح القانون التنظيمي للجماعات المحلية صلاحيات واضحة لحماية البيئة، يبدو أن هذه المسؤولية تراجعت إلى آخر سلم أولويات المجالس الترابية. فبعدما فقدت المنطقة أجزاءً من غابات الأرز والعرعار، يواجه اليوم غطاء البلوط النباتي المتاخم لمركز مرموشة خطرًا جديدًا يتمثل في إنشاء مكب للنفايات داخل الغابة، مما يهدد بتدمير هذه المساحة الخضراء التي تعد رئة المنطقة.

ويتجاوز خطر هذا المكب مجرد التلوث البصري؛ فعمليات حرق النفايات التي تتم بداخله تشكل تهديدًا مباشرًا للحياة البرية التي تستوطن الغابة، من حيوانات ونباتات، كما أنها تساهم في تدهور التنوع البيولوجي الفريد للمنطقة. علاوة على ذلك، فإن الأدخنة السامة المنبعثة من الحرق تُعرض صحة السكان للخطر، وتُخل بالسكينة العامة، وتُفاقم من مشكلة التصحر والجفاف في المنطقة، في غياب تام لتدابير الوقاية من الحرائق.

هذا الوضع البيئي المتدهور يطرح تساؤلات جدية حول مدى التزام المجالس المحلية بمسؤولياتها تجاه البيئة والمواطنين، خاصة وأن المنطقة تُعاني من تداعيات التغيرات المناخية. فبدلًا من أن تكون هذه الغابة مصدرًا للتوازن البيئي، أصبحت مرتعًا للنفايات التي تُنذر بكارثة بيئية وشيكة قد تقضي على ما تبقى من جمال الطبيعة في إيموزار مرموشة.

Ad image
شارك المقال :
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *