جريدة العاصمة
تعاني ساكنة دوار تيسومار بجماعة أنجيل المركز، إقليم بولمان، من أزمة عطش خانقة، حيث تظل منازلهم محرومة من أبسط حقوقها وهو الربط بشبكة الماء الصالح للشرب. هذه المعاناة ليست وليدة اليوم، بل تمتد لأكثر من عقد من الزمن، في تجاهل تام لمطالب متكررة وجهتها الساكنة إلى المسؤولين، دون أن تجد آذاناً صاغية، و على بعد أمتار قليلة، تمر قناة التوزيع الرئيسية، لكنها لا تروي عطشهم، مما يطرح علامات استفهام حول أسباب هذا الإقصاء الممنهج، الذي جعل من الماء حُلماً بعيد المنال في منطقة تعاني الجفاف صيفاً وشتاءً.
و تحوّلت حياة الساكنة إلى رحلة بحث يومية عن قطرة ماء، في حين يعتبر الحق في الوصول إلى الماء الصالح للشرب من الحقوق الأساسية التي يكفلها القانون، ورغم وعود المسؤولين المتكررة، تبقى الأزمة على حالها، ما يعمق من شعور المتضررين بالغبن والإحباط، هذا الوضع المأساوي يطرح أسئلة جدية حول أولويات التنمية المحلية في المنطقة، وكيف يمكن لمشروع حيوي مثل توسيع شبكة المياه أن يتجاهل دواراً بأكمله، بينما تمر الأنابيب بالقرب منه، وكأنها سخرية من واقع مرير يعيشه هؤلاء المواطنون.
وأمام هذا الجمود، أطلقت ساكنة دوار تيسومار نداء إلى كل الجهات المسؤولة، بدءاً بالسلطات المحلية والإقليمية، وصولاً إلى الوزارة الوصية، للتدخل الفوري لإنهاء معاناتهم المستمرة، وإنصافهم بتمكينهم من حقهم المشروع في الماء، وإعادة الاعتبار لكرامة مواطنين يعيشون على هامش التنمية، في انتظار أن تلتفت إليهم أيادٍ مسؤولة تضع حداً لهذه المأساة الإنسانية.

