جريدة العاصمة
تعيش العديد من أحياء مدينة تازة على وقع استياء متزايد لدى السكان بسبب استمرار الأعراس والمناسبات الصاخبة حتى ساعات متأخرة من الليل. يعبّر الأهالي عن معاناتهم من هذا الإزعاج، الذي يُحرمهم من حقهم في الراحة والسكينة، خاصةً كبار السن والأطفال والمرضى. ويُشير المتضررون إلى أن ارتفاع صوت الموسيقى الصاخبة واستخدام مكبرات الصوت بشكل مفرط يُحوّل الليالي إلى مصدر قلق وإرهاق، في ظل تجاهل منظمي هذه الحفلات لتداعيات أفعالهم على جيرانهم.
وفي الوقت الذي يُقدّر فيه السكان أهمية الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية السعيدة، يُشدّدون على ضرورة احترام القوانين والأعراف الاجتماعية التي تضمن حقوق الجميع. تُؤكد التصريحات المتفرقة للمواطنين على أن المسألة تتجاوز مجرد الإزعاج العابر لتصل إلى انتهاك واضح للحق في النوم الهادئ، ما يستدعي تدخل الجهات المعنية لوضع حد لهذه الظاهرة. ويأمل السكان أن تُترجم القوانين المحلية، التي تمنع الإزعاج الليلي، إلى إجراءات عملية على أرض الواقع، وأن تُفعّل آليات تقديم الشكايات بشكل يضمن معالجة هذه التجاوزات بفعالية.
وتُلقي هذه الأزمة بظلالها على التوازن بين حرية الاحتفال وراحة المواطن. يُطالب السكان السلطات المحلية بتكثيف جهودها لفرض احترام الأوقات القانونية لانتهاء الحفلات، وتوعية منظمي الأعراس بضرورة مراعاة راحة الآخرين. ويُعد هذا الملف اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة الجهات المعنية على إيجاد حلول تُرضي جميع الأطراف، وتُعيد الهدوء إلى أحياء المدينة، لتُؤكد بذلك أن الحق في الاحتفال لا يجب أن يكون على حساب الحق في السكينة والطمأنينة.

