تازة..معاناة المرضى في مستشفى ابن باجة بسبب غياب الراديو يضعهم بين فكي الانتظار والقطاع الخاص

جريدة العاصمة

تتفاقم الأزمة الصحية في إقليم تازة، حيث يعاني المستشفى الإقليمي ابن باجة من خصاص حاد في الأطباء المتخصصين في الأشعة، بعد نقل الأطباء الأربعة الذين كانوا يزاولون مهامهم به، هذا النقص الحاد ترك المستشفى دون “عموده الفقري” للتشخيص، مما أدى إلى تأجيل مواعيد الفحوصات بالأشعة لسنوات قادمة، بعضها يمتد حتى عام 2027، هذا الوضع يضع حياة مئات المرضى على المحك، ويُجبرهم على مواجهة خيارات صعبة قد لا تتناسب مع ظروفهم الاجتماعية والمادية.

ويُشكل غياب أطباء الأشعة تحديًا كبيرًا أمام الأطباء الآخرين الذين يجدون صعوبة بالغة في متابعة الحالات المرضية وتحديد خطط العلاج المناسبة، خاصة وأن الفحوصات الشعاعية تُعد أساسية في عملية التشخيص الدقيق، هذا الوضع لا يُؤثر فقط على جودة الرعاية الصحية المقدمة، بل يُؤمد على وجود فجوة عميقة في المنظومة الصحية بتازة، حيث يجد المرضى الفقراء أنفسهم في مأزق حقيقي. فإما أن ينتظروا لسنوات على أمل الحصول على موعد، أو يضطروا للبحث عن حلول في القطاع الخاص، حيث تُكلف الفحوصات مبالغ باهظة تُثقل كاهل الأسر البسيطة وتزيد من معاناتها.

وكشفت هذه الأزمة عن إفلاس حقيقي في السياسات الصحية بالإقليم، وتُظهر أن صحة المواطنين أصبحت رهينة لقرارات إدارية غير مدروسة، وفي ظل الوعود المتكررة بتحسين القطاع الصحي، يظل الواقع على الأرض مؤلمًا، حيث يرى المواطن البسيط أن حياته وصحته هي آخر الأولويات، في هذا السياق طالبت فعاليات مدنية بحلول جذرية لا تقتصر على النقل الإداري، بل تُركز على توفير الكوادر الطبية اللازمة لضمان حق كل مواطن في الحصول على رعاية صحية لائقة وكريمة.

Ad image
شارك المقال :
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *