جريدة العاصمة
تتجدد دعوات الفاعلين المدنيين إلى وضع حد لحالة التهميش والخصاص التنموي التي يعاني منها إقليم تاونات، على الرغم من غنى مؤهلاته الطبيعية والبشرية، وفي بيان له عبر منتدى “كفاءات إقليم تاونات” عن قلقه العميق إزاء استمرار التفاوتات المجالية، مستندًا في ذلك إلى التوجيهات الملكية السامية التي تؤكد على ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، كما ورد في خطاب عيد العرش لسنة 2025، والذي حذر من “مغرب بسرعتين”. ويشير المنتدى إلى أن الإحصائيات الرسمية تكشف عن واقع مرير، حيث تتجاوز نسبة الفقر متعدد الأبعاد في بعض المناطق الجبلية بالإقليم 14%، أي ضعف المعدل الوطني، مما يعكس فشل السياسات العمومية في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
وقدم المنتدى في بيانه تشخيصًا دقيقًا للأوضاع المتردية في الإقليم، مسلطًا الضوء على القطاعات الحيوية التي تعاني من نقص حاد. ففي قطاع الصحة، يتذيل تاونات الترتيب الوطني بعدد أسرة لا يتجاوز 1.3 لكل 10 آلاف نسمة، ونقص مهول في عدد الأطباء والممرضين، مما يجعل الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية شبه مستحيل لأكثر من 35% من السكان، كما أن قطاع التعليم ليس بأفضل حال، حيث تتفاقم ظاهرة الهدر المدرسي، وتستمر موجات النزوح القسري نحو المدن الكبرى نتيجة غياب فرص الشغل والبنية التحتية الملائمة. هذه المعطيات الصادمة تدفع منتدى “الكفاءات” إلى المطالبة بتسريع إنجاز مشاريع البنية التحتية المهيكلة، مثل الطريق السريع الرابط بين فاس وتاونات، وبناء نواة جامعية، وإنشاء حي صناعي، لمواجهة أزمات الإقليم المتعددة.
وفي ختام بيانه، شدد المنتدى على أن خطاب عيد العرش يمثل “خارطة طريق” واضحة للمسؤولين، داعيًا إلى الانتقال من المقاربات التقليدية إلى استراتيجيات تنموية مندمجة ومبتكرة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الإقليم. وطالب المنتدى بتفعيل مبدأ التمييز الإيجابي لصالح المناطق الجبلية والمهمشة، وإشراك الكفاءات المحلية في صياغة السياسات التنموية، كما أكد على ضرورة إرساء حوار مسؤول مع كل المتدخلين لوضع حد لأزمة العطش في بعض الجماعات، وإطلاق مشاريع اقتصادية مستدامة، مع التشديد على ضرورة مساءلة الجهات المسؤولة عن تعثرات المشاريع السابقة، واختتم المنتدى بيانه بتأكيد استعداده للانخراط الفعال في أي مبادرة جادة تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة ووضع الإنسان في صلب الأولويات.

